اضطراب أقوال المثبتين للرؤية في الدنيا قال الشيخ أحمد الخليلي(1): وذهبت طائفة إلى أنها واقعة في الدنيا والآخرة، وهم مختلفون كذلك، هل هي خاصة في الدنيا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو هي عامة له وللمؤمنين؟ فأكثرهم على أنها خاصة به وهو قول الأشعري وغالب أتباعه، نقله عنهم الحافظ بن حجر(2) وبه قال النووي، ولم يقل بوقوعها لغيره صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا إلا غلاة الصوفية، وظاهر كلام الألوسي يدل على جنوحه إليه، وقد غالى حتى أجاز الكيفية تعالى الله عن ذلك.
ونص كلامه: نقل المناوي أن الكمال بن الهمام سئل عما رواه الدار قطني وغيره عن أنس من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( رأيت ربي في أحسن صورة ))(3) بناء على حمل الرؤية على الرؤية في اليقظة. فأجاب بأن هذا حجاب الصورة. انتهى.
قال: وهو التجلي الصوري الشائع عند الصوفية، ومنه عندهم تجلى الله تعالى في الشجرة لموسى عليه السلام، وتجليه جل وعلا للخلق يوم يكشف عن ساق وهو سبحانه وإن تجلى بالصورة لكنه غير متقيد بها {والله من ورائهم محيط}(4).
والرؤية التي طلبها موسى عليه السلام غير هذه الرؤية، قال: وذكر بعضهم أن موسى كان يرى الله سبحانه إلا أنه لم يعلم أن ما رآه هو هو.
صفحہ 31