ثم قال له: ثم مدح القلة، فقال: {وقليل من عبادي الشكور}(1)، وقال: {وقليل ماهم}(2) وقال: {وما ءآمن معه إلا قليل}(3).
ثم قال له: ثم ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر وحلاهم بأحسن الحلية، فقال: {يؤتي الحكمة من يشآء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب}(4).
ثم قال له: إن الله يقول: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}(5) يعني العقل، وقال: {ولقد آتينا لقمان الحكمة}(6)، قال: الفهم والعقل.
ثم قال له: إن لقمان قال لابنه: تواضع للحق تكن أعقل الناس.
يابني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإيمان، وشراعها التوكل، وقيمها العقل، ودليلها العلم، وسكانها الصبر.
ثم قال له: لكل شيء دليل، ودليل العقل التفكر، ودليل التفكر الصمت، ولكل شيء مطية، ومطية العاقل التواضع، وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه. إلى أن قال: إن على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام، والباطنة العقول (7). انتهى كلام الإمام الكاظم موسى بن جعفر.
صفحہ 12