إبليس، والدنيا، ونفسي، والهوى
كيف الخلاص وكلهم أعدائي!
أما ما لي على ديوانه من مآخذ فكثير، فالمطران يسكن، ويحرك، ويخفف، ويشدد، ويقصر ويمد، على هواه، ويشبع ويختلس ولا يبالي، ولكن شارح ديوانه، معلمنا الشيخ سعيد الشرتوني، مستعد دائما لتبرئة ذمة الشاعر كما فعل عند بيته هذا:
إن كنت تجهل مربعي فاعشو إلى
نار تشب بزفرة الصعداء
قال شيخي رحمة الله: وأثبت الواو في «اعشو» للوزن على حد قول الشاعر:
وتضحك مني شيخة عبشمية
كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا
أما الأخطاء اللغوية والجوازات فكثيرة لا تعد، وما إعجابنا به - في شعره فقط - إلا كإعجابنا بالأطفال الحديثي العهد بالنطق، أما ميله القوي إلى التسكين فأظن أنه جاءه من السريانية. وإذا ما غفرنا له كل هذه الهفوات فما هذا بكثير منا؛ فهو أول شاعر من ملة قيلت لأجلها هذه الكلمة: أبت العربية أن تتنصر. ولكن شاعرنا الأول نصرها، وجعلها سيدة في الكنيسة، أجلسها عن يمين مذبح البخور، فحلت محل السريانية التي أجهز عليها سيادته، كما قلت في «صقر لبنان».
الخوري نيقولاوس الصائغ
نامعلوم صفحہ