1
كذلك طبع ذي الصحف الحسان
وللشيخ أيضا رسائل نثرية وشعرية، وتلك خطة كان لا بد للأديب من ركوبها في ذلك الزمان. (2) عمر الأنسي
قال شيخو: «ولما كانت مصر تفتخر بطهطاويها، والعرق بأخرسها، كانت بيروت تأنس بأنسيها. قلدته الحكومة السنية عدة مناصب؛ كنظارة النفوس في لبنان، وعضوية مجلس بيروت، ومديرية حيفا، ونيابة صور، فتقلب فيها كلها وأظهر فيها دراية وعفة نفس وعلو همة.»
2
ويقول جامع ديوانه - وهو ابنه الدكتور عبد الرحمن - إنه جمع من ديوان أبيه ما عثر عليه، وبعد أن نقحه ما استطاع رتبه على حروف الهجاء تاركا ما كان في الهزل إلا ما نزر من الملح جلبا للأنس وترويحا للنفس.
3
فليت الدكتور ترك لنا ديوان أبيه بعفشه ونفشه؛ لتبدو لنا نفس الشاعر المرحة كما خلقت. فلولا الترك والشدياق لم تبن للأدب سن في هذا العصر، حتى خلنا أن الضحك محرم على هؤلاء، إن شعر الأنسي رصين التعبير، بريء من الركاكة. قال الشعر المدحي مثل معاصريه، مهتديا بالصناعة اللفظية التي كانت نجمة قطب الشعراء. قال كرامة قصيدته الخالية، فقال الأنسي قصيدة أطول منها، قافيتها لفظة «العين»، وهي في مدح الأمير أمين أرسلان، وهذا مطلعها:
خذي من ودادي العين يا قرة العين
ومن عبد عين ما رأى منك من عين
نامعلوم صفحہ