Rulings on Istisqa and Funerals
من أحكام الاستسقاء والجنائز
ناشر
البحث منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية باسم
اصناف
[ثانيًا أحكام الوفاة]
ثانيًا: أحكام الوفاة: ويستحب إذا مات الميت تغميضُ عينيه؛ لأن النبي ﷺ أغمض أبا سلمة ﵁ لما مات، وقال: " «إن الروح إذا قُبض، تبِعه البصر، فلا تقولوا إلا خيرًا؛ فإنّ الملائكة يَؤمِّنْونَ على ما تقولون» " (١) رواه مسلم.
ويسنُّ: ستر الميت بعد وفاته بثوب؛ لما روت عائشة ﵁: " «أن النبي ﷺ حين توفي، سُجِّي ببُرد حِبَرَةٍ» " (٢) متفق عليه.
وينبغي: الإسراعُ في تجهيزه إذا تحقق موته؛ لقوله ﷺ: " «لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله» " (٣) رواه أبو داود.
ولأن في ذلك حفظًا للميت من التغيُّر.
قال الإمام أحمد ﵁: (كرامة الميت تعجيلُه) .
ولا بأس أن يُنْتظرَ به من يحضره من وليه أو غيره إنْ كان قريبًا ولم يُخْشَ على الميت من التغيّر.
ويباحُ الإعلامُ بموت المسلم، للمبادرة لتهيئته، وحضور جنازته، والصلاة عليه، والدعاء له.
وأما الإعلام بموت الميت على صفة الجزع وتعداد مفاخره؛ فذلك من فعل الجاهلية، ومنه حفلات التأبين وإقامة المآتم.
ويُستحب: الإسراع بتنفيذ وصيته؛ لما فيه من تعجيل الأجر، وقد قدمها الله تعالى في الذكر على الدين؛ اهتمامًا بشأنها، وحثًّا على إخراجها.
ويجب الإسراع بقضاء ديونه:
سواء كانت لله تعالى: من زكاة وحج أو نذر طاعة أو كفارة، أو كانت الديون لآدمي: كردِّ الأمانات والغصوب والعارية، سواء أوصى بذلك أم لم يوص به؛ لقوله ﷺ: " «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه» " (٤) رواه أحمد والترمذي وحسنه، أي: مطالبة بما عليه من الدين محبوسة، ففي هذا الحث على الإسراع في قضاء الدين عن الميت، وهذا فيمن له مالٌ يقضى منه دينُه.
ومن لا مال له ومات عازمًا على القضاء؛ فقد ورد في الأحاديث ما يدل على أن الله يقضي عنه.
_________
(١) أخرجه من حديث معقل بن يسار: أبو داود (٣١٢١) [٣ / ٣٢٠] الجنائز ٢٤، واللفظ له؛ وابن ماجه (١٤٤٨) [٢ / ١٩٥] الجنائز ٤، وهو في ابن حبان (٣٠٠٢) [٧ / ٢٦٩] الجنائز ٧.
(٢) متفق عليه: البخاري (٥٨١٤) [١٠ / ٣٤٠]؛ ومسلم (٢١٨٠) [٤ / ١٣] .
(٣) أخرجه أبو داود من حديث الحصين بن وحوح الأنصاري (٣١٥٩) [٣ / ٣٣٣] .
(٤) أخرجه من حديث أبي هريرة: أحمد (٩٦٤٢) [٢ / ٤٤٠]؛ والترمذي (١٠٧٩) [٣ / ٣٨٩]؛ وابن ماجه (٢٤١٣) [٣ / ١٤٥] .
1 / 7