240

القواعد في توحيد العبادة

القواعد في توحيد العبادة

ناشر

دار الأماجد للطباعة والنشر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

على الزيادة، والأصل الأوّل" (^١). والتبريك: هو الدعاء بالبركة (^٢)، واليمن هو البركة.
"وقد تكرر ذكر اليُمْن في الحديث، وهو البركة، وضده الشُّوم. يقال: يُمِنَ فهو ميمون" (^٣)، ومنه قول بعض العلماء في قوله تعالى: ﴿نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ﴾ [القصص: ٣٠]، وقوله: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ﴾ [مريم: ٥٢] من اليمن وهو البركة؛ لأن تلك البلاد بارك الله فيها (^٤).
والتبرُّك: تَفَعُّل، ويأتي التفعُّل بمعنى: (استَفْعَل) التي بمعنى الطلب، وعلى هذا فمعنى التبرك بالشيء هو: "طلب البركة والنماء، والخير والسعادة، والزيادة، بواسطة ذلك الشيء" (^٥).
وقيل: البركة: النماء والزيادة؛ حسية كانت أو معنوية، وثبوت الخير الإلهي في الشيء ودوامه (^٦).
ومعنى البركة الشرعي لا يخرج عن هذين المعنيين، الزيادة والنماء، والثبات والدوام، وبهذا فسَّر العلماء البركة في نصوص الشرع:
يقول الإمام ابن جرير في تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ [الأعراف: ١٣٧]: "أي: التي جعلنا فيها الخير ثابتًا دائمًا لأهلها" (^٧).
ويقول القرطبي: "فالبركة: كثرة الخير" (^٨).

(^١) النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ١٢٠).
(^٢) الصحاح (٤/ ١٥٧٤ - ١٥٧٥).
(^٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/ ٣٠٢).
(^٤) انظر: أضواء البيان (٣/ ٤٣٣)، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص ٤٩٦).
(^٥) جهود علماء الحنفية (٣/ ١٥٧١).
(^٦) انظر: الكليات للكفوي (ص ٢٤٨).
(^٧) تفسير الطبري (٩/ ٤٣).
(^٨) تفسير القرطبي (٤/ ١٣٩).

1 / 239