روح عظيم المهاتما غاندي

عباس محمود العقاد d. 1383 AH
44

روح عظيم المهاتما غاندي

روح عظيم المهاتما غاندي

اصناف

ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى .

إن الله يأمر بالعدل والإحسان .

فمن تصدق به فهو كفارة له .

وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم .

وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم .

في هذا القوام بين طرف العنف وطرف اللين صلاح الأخيار والأشرار، فالعدوان ممنوع ورد العدوان حق، والصفح عنه جائز لمن يطيقه أو لمن يراه.

وبهذا يخرج الخلق من «الآلية» إلى مجال التصرف الإنساني الذي يليق بذوي النفوس والعقول، فلا عدوان في كل حال، ولا مسالمة في كل حال؛ لأن هذا وذاك عمل آلات لا تفرق بين موضع العنف وموضع اللين، وإنما يكون الخلق خلقا حين يتعالى عن صنيع الآلات.

والإنسانية بحمد الله لا تأخذ كل ما يقوله الدعاة ولا تنبذ كل ما يقولون، بل هي لا تأخذ ما تظن أنها أخذته، ولا تنبذ ما تظن أنها نبذته، وإنما يخلص لها ما تعرفه وما لا تعرفه من تلك الدعوات.

وفي ذلك آية شاهدة على أنهم جميعا مسوقون لما يراد بهم لا لما يريدونه، أو هي آية شاهدة على عناية من فوق إرادة الإنسان.

وإذا ألقى هذا الصيدلي في بوتقة الدواء عقارا غير صالح، وألقى ذلك الصيدلي فيها عقارا آخر غير صالح، ثم خرج من هذه العقاقير كلها دواء فيه صلاح، فذلك دليل على الطب ودليل على الطبيب.

نامعلوم صفحہ