رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة
رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة
ناشر
دار السلام للطباعة والنشر
ایڈیشن نمبر
الثانية
اصناف
الكتابة العربية وعلاقتها بالرسم العثماني:
يرى بعض المؤرخين أن آدم ﵇ هو أول من كتب بالسريانية والعربية١.
وقيل: أول من كتب: إدريس ﵇ ويستدل القائلون بذلك بما روى ابن حبان أن النبي ﷺ قال: "إدريس أول من خط بالقلم" ٢.
ويرى ابن العربي أن إسماعيل ﵇ تعلم العربية من جبريل ﵇ -صحيحة فصيحة سوية حتى وصلت إلى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم٣.
وروي عن ابن عباس ﵄ أن هودا ﵇ كان يكتب بالعربية، كما روي عنه أن أول من وضع الخط العربي هو إسماعيل -عليه السلام٤.
وهناك آراء أخرى كثيرة أوردها ابن كثير في البداية والنهاية٥، ثم خلص منها: بأن إسماعيل ﵇ أخذ كلام العرب من قبيلة "جرهم" الذين نزلوا بمكة قرب السيدة "هاجر" أم إسماعيل ﵇ وقد أنطقه الله بها في غاية الفصاحة، إلى أن وصلت إلى الأمة العربية التي نزل القرآن الكريم بلغتها.
ومن المعلوم أن الذين كانوا يعرفون الكتابة في عصر النبوة قليلين، منهم الخلفاء الأربعة، وأبو سفيان، وطلحة بن عبيد الله، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبان بن سعيد، والعلاء بن المقري في مكة.
كما كان في المدينة، عمر بن سعيد، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، والمنذر بن عمرو.
ولما هاجر الرسول ﷺ إلى المدينة المنورة عمل على نشر تعلم الكتابة، حتى جعل فداء بعض الأسرى -بعد غزوة بدر الكبرى- تعليم نفر من أبناء
_________
١ البرهان للزركشي "١/ ٣٧٧".
٢ الإحسان بترتيب ابن حبان "١/ ٢٨٨".
٣ انظر: أحكام القرآن "٤/ ١٩٤٥".
٤ انظر: البرهان للزركشي "١/ ٣٧٧".
٥ ج١ ص١٠٣.
1 / 9