الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
اصناف
وقد عزم على أن يذهب إلى منزل بيرابو فيتحقق الأمر، ثم عدل عن ذلك بغية التأني، وقال لليون: لا ريب عندي ببراءة فرناند، وأن الرجل الذي رماه بهذه التهمة يريد أن يتزوج بهرمين، ولكن إذا صح ذلك ألم يقدر ذلك الرجل أن يفسخ بينهما عقد الخطبة بغير هذه الواسطة، وبعد فكيف أن فرناند بعد أن أغمي عليه في الطريق وجد في منزل باكارا التي هي أخت سريز، وكيف أن باكارا وسريز وحنة قد احتجبن تقريبا في يوم واحد؛ إن ذلك يدل على أن فاعل هذه الفعلة لم يدفعه إليها الغرام وحده، بل له بذلك مآرب أخرى، وربما كانت مآربه عظيمة، فإذا صح أن مدام بيرابو هي التي أبحث عنها من زمن طويل، فستكون ثروة ابنتها 12 مليونا قد ائتمنني عليها البارون كرماروت، ولا أحد غيري يعلم هذا السر، أيمكن لذلك الذي ألقى التهمة على فرناند بقصد إبعاده عن هرمين أن يكون عارفا بهذا السر، وكيف يتاح له معرفة ذلك، وهب أنه عرف بذلك الإرث الخفي، وأن هرمين هي الوارثة، فما السبب في اختطاف سريز وأختها وحنة.
فقال ليون: أظن أن باكارا هي التي فعلت كل ذلك، فإنها مشغوفة بفرناند. - ذلك لا يمكن أن يكون، فإنها إذا كانت تحبه فهي لا تريد له ضررا، وما أظنها إلا آلة قد أدارتها يد قوية، ولا أحد سوى باكارا يقدر أن يفيدنا عن ذلك المجرم، فيجب أن أرها من غير بد مهما تجشمت من المشاق.
ثم أطرق مليا، فطرأت على باله حنة، وتذكر ابتسام السير فيليام السخري، فطار فؤاده شعاعا وقال: كل ذلك من صنع أندريا.
وللحال دعا بستيان وقال له: ألا تزال واثقا أن السير فيليام هو غير أندريا؟ - لا ريب عندي في ذلك، فقد امتحنته بغاية التدقيق. - ولكن قلبي يحدثني بأنه هو بعينه، لا بأس من أن تنظره مرة ثانية، فإنك مديون له بزيارة، فاذهب الآن إليه على الفور، واجعل حديثك معه على غاية التودد، واجتهد أن تدعه يكثر من الحديث، فقد رابتني لهجته التي يستشف منها المدقق أنها فرنسية محضة.
فذهب بستيان، ثم عاد بعد قليل، وقال: إنه غادر باريس، وقد قال لي خادمه إنه ذهب إلى أيرلندا، وسيعود إليها بعد خمسة عشر يوما.
فارتاع أرمان وخشي أن يكون هذا الذي اختطف حنة، وسار بها إلى تلك البلاد.
وكان قد أرسل ليون إلى منزل بيرابو فعاد أيضا مسرعا، وقال: إن مدام بيرابو قد سافرت مع ابنتها إلى بريطانيا من يوم قبض على فرناند.
فضرب على جبهته بيده، وقال: أقسم أن كل ذلك من صنع أندريا.
وفيما هو يتمايل إذ دخل خادم غرفته وقال له: يا مولاي، إن امرأة على الباب تقول إنك تعرفها وهي تطلب أن تراك. - لتدخل.
فلما دخلت ورآها صاح صيحة انذهال وقال: هذه باكارا. •••
نامعلوم صفحہ