الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
اصناف
أما أندريا فإنه عاد إلى باكارا وقال لها: ألا تعلمين أن هذا الرجل هو والد هرمين؟
فاختلج فؤادها وقالت: قد ذكرت الآن، إن هرمين هي خطيبة فرناند. - نعم، ولذلك يجب أن تقابليه. - ماذا يريد مني، وما الذي يدفعه إلى زيارتي؟ - إنه أتى ليتفق معك على أمر شائن، فاصغي إليه واحذري من أن تغضبيه ولا تنهي معه أمرا، بل عديه ولا ضرر من الوعود، وقولي له كي يعود إليك في الغد، وأنا سأختبئ وراء هذا الستار، فأنظر إليه من حين إلى حين.
ثم دعا فاني وأمرها أن تدخل بيرابو، وذهب واختبأ وراء الستار.
دخل بيرابو وسلم بغاية الاحتشام والاتضاع، وردت تحيته بعظمة وكبرياء، ثم أشارت إليه بالجلوس، فجلس وقال: أتأذن لي سيدتي أن أحادثها بما أتيت لأجله؟ - قل. - إنك قد علمت ولا ريب من رقعة الزيارة من أنا؟
فأشارت برأسها إشارة إيجاب. - إني واسع الثروة، وذو منصب عال في الحكومة.
فقالت بصوت الهازئ: إني أهنئك بهذا المنصب. - إني أقدر أن أقدم للمرأة تقدمات كثيرة، وأن أفيدها فوائد جمة لخطورة منصبي.
فظهرت علائم الحزن على محيا باكارا وتبسمت تبسم احتقار، فأزيح الستار للحال، وظهر منه وجه أندريا، فأشار إليها بما معناه «أنسيت ما أوصيتك به، وهل تريدين أن يتزوج فرناند؟» فغيرت ملامحها وظهرت بمظاهر البشاشة والأنس بما تشجع له بيرابو فقال: سيدتي إن لك أختا حسناء. - إنك آت لتحدثني بشأن أختي التي علقت بحبها كما يظهر. - نعم، إني أحبها حبا مبرحا ليس بعده حب. - أراك تضيع وقتك عبثا في حبها، فإنها طاهرة الأخلاق حسنة السيرة. - ولأجل ذلك أتيت إليك.
ونظرت باكارا إلى الستار ورأت أندريا مطلا من ورائه، كأنه يقول الزمي السكينة واحذري من إغضابه، فعادت إلى بيرابو وقالت: لا علاقة لي بشئون أختي، وقد قلت لك إنها حسنة السيرة. - ومع ذلك إذا أردت فربما يتيسر لك أن ...
فخطر على بال باكارا أن تبادله أختها بفرناند، وللحال عبق وجهها بحمرة الخجل، ثم استحال ذلك الاحمرار إلى الغضب، وحاولت طرد ذلك الفاسق، فظهر أندريا من خلال الستار وقال لها: إنك إذا طردته فإن فرناند يتزوج بعد ثمانية أيام.
فهدأ روعها وسكن هياجها وقالت: إن أختي بلهاء حمقاء، ولو اتبعت نصائحي لكانت الآن على ما أنا عليه من النعيم، ولكني أعود فأقول لك إنها مطلقة التصرف، وليس لي علاقة في شئونها. - وأنا أتوسل إليك أن تمدي لي يد المساعدة، فهل تريدين أن تتوسطي في هذا الشأن؟
نامعلوم صفحہ