الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

تانیوس عبده d. 1344 AH
213

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

اصناف

ذلك أنه رأى حنة جالسة في وسط الدكان ولكنها لم تكن وحدها، بل كان معها امرأة أخذت يدها بين يديها دون كلفة، وهي تحدثها وتبتسم لها ألطف ابتسام.

أما تلك الفتاة فقد كانت خطيبته السابقة، مدموازيل أورور ابنة عمه.

25

ولا بد لنا لإيضاح السبب في وجود الكونتس أورور عند ربيبة الدير في هذه الساعة المتأخرة من الليل، أن نعود بالقارئ إلى منزل هذه الكونتس.

لقد تركناها وقد فتحت ذلك الصندوق الذي أعطاها إياه الخادم الشيخ بنيامين، وإنها أخرجت منه مدالية فيها تمثال امرأة وصاحت صيحة دهش حين رأت تلك الصورة؛ لأنها كانت تشبه ربيبة الدير شبها عجيبا، ونادت عند ذلك بنيامين، ولكنه كان قد انصرف حين دفع لها الصندوق.

ولبثت أورور حائرة مترددة لا تعلم أتنادي بنيامين أيضا، أم تتم فحص ما حواه الصندوق إلى أن أقرت على الرأي الأخير.

ووجدت في ذلك الصندوق كتابين، كتب على أحدهما: «إلى ابنتي تفتحه حين تبلغ الخامسة عشرة من عمرها»، وعلى الثاني: «إلى ابنتي تفتحه بعد الكتاب الأول بعامين.»

فقالت أورور في نفسها: إني قد بلغت الآن الثامنة عشرة من عمري فصار يحق لي فتح الكتابين.

وعند ذلك ذهبت إلى باب حجرتها وأقفلته من الداخل، وعادت إلى الكتابين ففضت الأول منهما وقرأت ما يأتي:

إلى ابنتي الحبيبة

نامعلوم صفحہ