الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

تانیوس عبده d. 1344 AH
155

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

اصناف

وكانت الشمس قد توارت في حجابها وأوقدت حنة مصباحا في الدكان، فكانت أورور ترى كل شيء في داخلها، فلما رأت لوسيان بجانب حنة ينادمها عضت الغيرة قلبها وشدت على قبضة السوط الذي بيدها حتى كادت تسحقها.

ورأى الشفالييه ما ظهر من غيرتها، فقال لها: كيف رأيت يا سيدتي؟ أوثقت الآن مما قلته لك؟

فأجابته بلهجة القنوط: نعم، لقد برح الخفاء، ولكن اطمئن فسوف أنتقم أفظع انتقام من هذا الخائن الأثيم.

فقال لها البارون: أما وقد وثقت يا سيدتي من خيانته، فلنعد إلى جيادنا فلا فائدة من البقاء هنا.

فأجابته: كلا، إني أحب أن أرى كل شيء ... وأريد أن أصبر إلى النهاية.

وفي ذلك الحين، كان داغوبير قد خرج من الدير ورأى جواد لوسيان مربوطا إلى باب دكانه، فثار ثائره وانقض على الدكان انقضاض الصاعقة.

فلما رأته حنة زاد احمرار وجهها، أما لوسيان فإنه اصفر ووقف، فقال لوسيان: إني أنتظرك منذ ساعة.

فأجابه داغوبير: ليس لدي الآن نعال حاضرة، وقد انقضى النهار فلا وقت لصنع نعل جديدة. - ولكن جوادي يعرج. - يوجد في سولي بيطري فاذهب إليه، ثم أرجوك يا سيدي الكونت أن تأذن لي بأن أعهد إليك بمهمة خاصة. - لي أنا؟ - نعم.

ثم مشى إلى الباب، فعلمت حنة أنه لا يريد أن يكلمه أمامها، فصعدت إلى المنزل وهي تضطرب.

أما داغوبير فإنه لما رآها صعدت، رجع إلى الدكان فنظر إلى الكونت وقال: إني أعهد إليك بمهمة خاصة كما قلت لك، ولكني أحب أن أسديك نصيحة.

نامعلوم صفحہ