105

============================================================

البعض لتتحرك في طلبه ، محصول قوله ذلك ان الحركة لا تكون إلا الحاجة ، وان العقل ليس بمحتاج فيتحرك، وان الحركة بالاضافة الي النفس اولي منها بالاضافة الي العقل ، وان الحركة للنفس ، والسكوت العقل ، وان العقل لم يفض جميع ما عنده علي النفس الا البعض ليكون علة لحركة النفس الي طلب الباقي ، هذا قولهما جميعا .

وفقول : اما قول صاحب الاصلاح ان الحركة والسكون اثران متحدان بالاول والثاني،وانهما في الاول بالقوة ، وفي الثاني بالفعل ، فهو ايجاب ان الاول ساكن متحرك بالقوة ، يكون الحركة والسكون فيه بالقوة ، وان الثاني متحرك ساكن بالفعل بكون الحركة والسكون فيه بالقوة ، وان الثاني متحرك ساكن بالفعل بكون الحركة والسكون فيه بالفعل ، وذلك محال من وجوه .

وقول صاحب النصرة في ذلك : ان العقل ليس بمحتاج فيكون متحركا هو الصواب ، وذلك ان الحركة علي جميع اقسامها لا توجد الا في الاجسام الطبيعية ، والعقل الاول والثاني بكونهما وجودا اولا ليسا بجسم فيجوز ان يكونا متحركين او ساكنين بدليل ان الجسم يقتضي (1) كونه مادة وصورة معا، وحاجة احداهما في الوجود الي الآخر ان لا يكون وجوده عن الله سبحانه وجودا اولة ، لكون ما وجوده عن اله سبحانه ونجودا اولا ذاته غير في غير بكونها عين الفعل الذي هو اول وجود عنه تعالي وتحبر، وذات الفعل ذات واجد لا ذاتين ، واذا لم يكن وجوده وجودأ أولا وجب ان يتقدم عليه في الوجود غيره ، فكان من القضية ان العقل لو كان جسما لتقدم عليه في الوجود غيره وبطل ان يكون شيء يتقدم في وجوده علي العقل الاول اذ هو ذات الفعل الذي هو العلةاوالابداع وليس وراءه الا الله الميدع المنشيء تعالي الذي عنه وجوده، واذا بطل ان يتقدم عليه شيء في وجوده بطل ان يكون جسما ، واذا (1) مقطت في نسخة (ب) .

صفحہ 105