ریاض نادرہ
الرياض النضرة
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن نمبر
الثانية
الفصل الرابع: في إسلامه، ذكر بدء إسلامه
عن ربيعة بن كعب قال: كان إسلام أبي بكر شبيهًا بالوحي من السماء، وذلك أنه كان تاجرًا بالشام فرأى رؤيا فقصها على بحيرا الراهب فقال له: من أين أنت؟ فقال: من مكة فقال: من أيها؟ قال: من قريش قال: فأي شيء أنت؟ قال: تاجر قال: إن صدق الله رؤياك فإنه يبعث نبي من قومك تكون وزيره في حياته وخليفته من بعد وفاته، فأسرّ ذلك أبو بكر في نفسه، حتى بعث النبي ﷺ فجاءه فقال: يا محمد ما الدليل على ما تدعي؟ قال: "الرؤيا التي رأيت بالشام" فعانقه وقبل بين عينيه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، قال أبو بكر: وما بين لابتيها أشد من سرور رسول الله ﷺ بإسلامي، خرجه الفضائلي.
وعن عائشة قالت: خرج أبو بكر يريد النبي ﷺ وكان صديقًا له في الجاهلية فلقيه فقال: يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأديانها، فقال رسول الله ﷺ: "إني رسول الله أدعوك إلى الله ﷿" فلما فرغ رسول الله ﷺ أسلم أبو بكر وما بين الأخشبين أكثر منه سرورًا بإسلام أبي بكر، خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأربعين الطوال والحافظ ابن ناصر السلامي.
"شرح" الأخشبان: جبلا مكة، ومنه: "لا تزول مكة حتى يزول أخشابها" والأخشب: الجبل الخشن العظيم.
وعن أم سلمة قالت: كان أبو بكر خدنًا للنبي ﷺ وصفيًّا له، فلما بعث ﷺ انطلق رجال من قريش إلى أبي بكر فقالوا: يا أبا بكر إن صاحبك هذا قد جن، قال أبو بكر: وما شأنه؟ قالوا: هو ذاك يدعو في المسجد إلى توحيد إله واحد ويزعم أنه نبي فقال أبو بكر: وقال ذاك؟ قالوا: نعم هو ذاك في المسجد يقول، فأقبل أبو بكر إلى النبي ﷺ فطرق عليه الباب فاستخرجه فلما ظهر له قال له أبو بكر: يا أبا القاسم ما الذي بلغني عنك؟ قال: "وما بلغك عني يا أبا بكر؟ " قال: بلغني أنك تدعو لتوحيد الله وزعمت أنك رسول الله فقال النبي ﷺ: "نعم يا أبا بكر، إن ربي ﷿ جعلني بشيرًا ونذيرًا، وجعلني دعوة إبراهيم وأرسلني إلى الناس جميعًا" قال له أبو بكر: والله ما جربت عليك كذبًا، وإنك لخليق بالرسالة لعظم أمانتك وصلتك لرحمك وحسن فعالك، مد يدك فأنا أبايعك، فمد رسول الله ﷺ يده فبايعه أبو بكر وصدقه، وأقر أن ما جاء به
1 / 84