بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، الملك الجليل الذي أرسل محمدا ، ، بواضح الدليل ، وأذل لوطأته أهل الشرك والأباطيل ، بعثه من خير القرون في أعز قبيل ونوه بقذره وقدرهم في آي كثيرة من التنزيل ، وأظهر لنا أمثالهم في التوراة والإنجيل فقال تعالى ، مثنيا عليهم في صورة التمثيل :
« محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطيه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما (1)».
وصلى الله عليه وعليهم ما ناح هديل ، ورسا حراء (2) وطفيل
(1
وبعد ، فإنه لما اختص أصحاب النبي ، ، بشرف الصحبة
صفحہ 8
وامتاز الآل منهم بفضيلة القربى ، وكانوا كالوالدين لنا حيث كانوا نقلة ديننا والمؤدين إلينا عن نبينا وقبح منا أن نجهلهم أو نقصر فيما يجب لهم ، ولزم من ذلك ذكر تواريخهم وفضائلهم والإبانة عن حسن شمائلهم ، وكان في الاشتغال بذلك خدمة للسنن النبوية ، وريما يكون داعيا للنفوس إلى التخلق ببعض أخلاقهم الزكية - دعاني ذلك إلى جمع مختصر ، إن شاء الله ، يتضمن التعريف لمن صح له في الصحيحين روية ورواية ، مرتبا له على الحروف ، ذاكرا في كل واحد منهم كم روى فيهما على الإطلاق؛ ثم ما اتفقا عليه من سنده ؛ ثم ما انفرد به البخاري عنه إن كان ، ثم مسلم كذلك ، ثم أذكر في آخر الحرف ما انفرد به كل واحد منهما من الرجال ، وكم روى عنه ؛ وأذكر في كل واحد منهم من شارك الصحيحين في التخريج عنه من الكتب الأربعة التي هي : سنن أبي داود ، والترمذي ، والنساني ، وابن ماجة ، مع بيان ما أمكن من الضبط في الاسم والنسب واللقب ، وبيان البلد والمولد والوفاة وطرف من مناقبه وعيون أخباره . وأقدم على جميع ذلك مقدمة تتضمن فصولا عظيمة الفوائد ، واضحة المراشد ، يغتبط بها العارف والمنصف ، وتمجها المنحرف المتعسف . واعتمادي في جميع ذلك على التتبع والنقل عن أئمتنا وسلفنا ، أهل السابقةآ
صفحہ 9
والفضل . وكان أول باعث لي على ذلك رجاء الإتقان ، إذ من المعلوم أن من عني بشيء وترصيفه وأبلى نفسه فيه - حري أن يتقنه . ثم رجوت أن ينفعنى الله به وغيري ، وأن يكون من جملة الأعمال الزاكية والحسنات النامية بب. والأعمال بالنيات وبها نظام الأمور الدينيات . وأسأل الله الأعانة والهداية والصيانة ، وسلوك سبل الخيرات ، وتجنب جميع المخالفات ، والدوام على ذلك حتى الممات ، لي ولوالدي ومشائخى وسائر إخواننا وأحبائنا والمسلمين والمسلمات . وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير .
صفحہ 10
صل
لى فوائد تتعلق بالصحابة رضي الله عنهم احداها : اختلف في حد (1) الصحابي فقال البخاري في صحيحه : من صحب الني، ل، أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه . وهذه طريقة المحدثين . قال أبو المظفر السمعاني (2)
.وهذا لشرف منزلة النبي، ، أعطوا كل من رآه شرف حكم الصحبة. وحكي عن الأصوليين أو بعضهم أن الصحابي : من طالت صحبته 251
وتكررت مجالسته ، على مقتضى العرف . وقد يطلق اسم الصحبة في اللغة على الشيئين إذا كان بينهما ملابمسة وإن قلت ، أو مناسبة أو مشابهة من بعض الوجوه وتكون حقيقية ومجازية . وقد نطق مجموع الكتاب والسنة بالأمرين . ثم يعرف كون الصحابي صحابيا بالتواتر والاستفاضة القاصرة عن التواتر ، وقوله أو قول صحابي بشرط العدالة .
صفحہ 11
الثانية : أجمع من يعتد به على تعديل (1) الصحابة في الظاهر ومن لابس الفتن 20 منهم فكذلك ، إحسانا للظن بهم ، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر . قال ابن الصلاح : «وكأن الله أباح الإجماع على ذلك(4) » . قال الحاكم المعتزلي : كانت أحوال المسلمين يومئذ (0) مستقيمة مستغنية عن اعتبارها . وكأن العدالة كانت في الصحابي منوطة بالإسلام لا غير ، ويدل عليه قوله ، «أوصيكم بأصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب حى يحلف الرجل ولا يستحلف ، ويشهد الشاهد ولا يستشهد ) . رواه جماعة من المحدثين بسند جيد .
قلت(5) : ويخرج من هذا العموم من شذ منهم وتغير حاله وتفاحش أمره ولابس الفتن بغير تأويل ، كالوليد بن عقبة ، وبشر بن أرطاة .
ثم إنه لم يذهب أحد إلى أن الصحابة معصومون في الباطن
صفحہ 12
والظاهر ، لكن أجمعوا على عصمتهم في الإجماع ، وإجماعهم حجةا قطعية . وهذا وإن كان لازما في غيرهم فإنما ذكرته لأنه تساهل قوم في دينهم فأقدموا على تحبيطهم حيث أجمعوا على التقدم على على (كرم الله وجهه) في الخلافة ، فركبوا عظيم الأخطار واجترأوا على هدم القواعد الكبار ، والله المستعان .
للثالثة : أكثرهم حديثا عن رسول الله ، عل ، أبو هريرة مع تاخرل إسلامه ، وذلك لخصوصية له من رسول الله ،. وأكثرهم
بعده ابن عمر وعائشة وابن عباس وجابر بن عبد الله(1) وأنس
(2)
5 وأكثرهم فتيا ابن عباس . وأوسعهم علما علي وعمر . وأفرضهم زيد بن ثابت (2) . وعن مسروق(4) قال : انتهى علم الصحابة إلى ستةا : عمر ، وعلى ، وأبي ، وزيد ، وأبي الدرداء ، وابن مسعود ؛ ثم انتهى علم الستة إلى على وابن مسعود . ومن الصحابة العبادلة » فإذا أجمعوا على مسألة قيل : هذا قول العبادلة ، وهم : ابن عمر ، وابن عباس ، وابن الزبير ، وابن عمرو بن العاص . وليس ابن مسعود منهم ، ولا من تسمى عبدالله من الصحابة ، وهم نحو مائتلين وعشرين .
صفحہ 13
الرابعة : جمع القرآن حفظا على عهد رسول الله ، ل ، عشرة : علي ، وعثمان ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وأبو الدرداء ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد الأنصاري ، وتميم الداري ، وعبادة بن الصامت(1) ، وأبو أيوب(2) رضي الله عنهم .
الخامسة : لا يعرف في الصحابة أب وابنه شهدا بدرا إلا مريد وأبوه . ولا أب وابنه وابن ابنه وابن ابن ابنه صحابيون ، كلهم إلا أبو قحافة والد أبي بكر ، (وقد ثبت ذلك في بنيه من وجهين) . وفي الصحابة سبعة إخوة مهاجرون قيل وشهدوا [غزوة ] الخندق(2) وهم : بنو مقرن المزنيون ، النعمان وإخوته : معقل ، وعقيل ، وسويد ، وسينان ، وعبد الرحمن ، وسابع لم يسم . قال ابن الصلاح ، وتبعه النووي : لم يشاركهم(4) فيما ذكره ابن عبد البر وجماعة في هذه المكرمة غيرهم .
قلت ذكر ابن الجوزي في «عجائب النساء» أن عفراء بنت عبيد بن ثعلبة رضي الله عنها شهد لها سبعة بنين مسلمين بدرا ، تزوجت الحارث بن رفاعة فولدت له معاذا ومعوذا ؛ وتزوجت
صفحہ 14
بعده بكير بن عبد يا ليل الثقفى فولدت له إياسا وخالدا وعاقلا وعامرا ؛ ثم رجعت إلى الحارث فولدت له عوفا ، فشهدوا كلهم بدرا واستشهد بها منهم : معاذ ، ومعوذ ، وعاقل ، واستشهد خالد يوم الرجيع(1) ، وعامر (يوم ] بئر معونة ، وإياس باليمامة رضى الله عنهم . وذكر أيضا في عجائبهن «هندا بنت عتبة » شهد لها بدرا أربعة إخوة وعمان : أخوان وعم مع المشركين، وأخوان وعم مع المسلمين . فالأخوان المسلمان : أبو حذيفة بن عتبة ومصعب بن عمير ، والعم المسلم معمر بن الحارث . والأخوان المشركان الوليد بن عتبة وأبو عزير. والعم المشرك شيبة بن ربيعة .
السادسة : سئل أبو زرعة (2) الحافظ عن جملة حديث رسول الله ، فقال : ومن يحصيه (3) ! قبض رسول الله ، علة، عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه ، وسمع منه . فقيل له : هؤلاء أين كانوا، وأين سمعوا ؟
صفحہ 15
قال : آهل مكة والمدينة وما بينهما ، والاعراب ، ومن شهد معه حجة الوداع ، كل رآه وسمع منه.
ثم ذكر المحدثون أنهم ينقسمون إلى اثنتى عشرة طبقة ، الأولى : قدماء السابقين الذين أسلمو ممكة كالخلفاء الأربعة ، ثم أصحاب دار الندوة ، ثم مهاجرة الحبشة ، ثم أصحاب العقبة الأولى ، ثم الثانية ، ثم المهاجرون الأولون الذين أدركو الني ،، ب«قباء» قبل أن يدخل المدينة ، ثم أهل بدر ، ثم المهاجرون بين بدر والحديبية ، ثم أهل بيعة الرضوان ، ثم من هاجر بين الحديبية وفتح مكة ، ثم مسلمة الفتح ، ثم الصبيان والأطفال الذين رأوا رسول الله ،، في الفتح (1) وحجة الوداع . وأهل المزايا منهم الذين نطق القرآن بفضلهم : قرابة رسول الله، ، وأهل بيته والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، وهم الذين صلوا إلى القبلتين . وقيل أهل بيعة الرضوا ن . وقيل أهل بدر . ثم إن ذكرهم على الإجمال والتفصيل وبيان أهل المزايا منهم باب واسع يظهر لك تمراجعة كتب هذا الفن . وأوعبها وأكثرها فائدة كتاب « أسد الغابة في معرفة الصحابة» لأبي السعادات ابن الأثير الجزري ثم بعده كتاب «الاستيعاب» للحافظ أبي عمرو بن عبد البر . وقد عاب
صفحہ 16
عليه ابن الصلا ح حكايته فيه لما شجر بين الصحابة وروايته عن لإخباريين لا المحدثين .
السابعة : قال الإمام أبو منصور البغدادي : أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة ، ثم تمام العشرة ، ثم أهل بدر ، ثم أحد ، ثم بيعة الرضوان .
قلت : وقد تجتمع وجوه التفضيل كلها في شخص واحد ، وقد يتفق لبعضهم بعضها ويفوته الباقي . ثم اختلف السلف في أولهم إسلاما فقيل خديجة ، وقيل علي ، وقيل أبو بكر ، وقيل زيد بن حارثة ؛ والصواب أن ترتيبهم في ذلك كما ذكرنا . والأورغ أن يقال : من الرجال الأحرار أبو بكر ، ومن الصبيان علي ، ومن النساء خديجة ، ومن الموالي زيد ، ومن العبيد بلال ، والله أعلم .
الثامنة : الصحيح في سن رسول الله ،اة، ثلاث وستون سنة ، وكذلك أصحابه أبو بكر وعمر وعلى . وطلحة وعائشة ، والزبير أربع وستون سنة ، ل وأن ] اثنين من الصحابة عاشا ستين في الجاهلية وستين في الإسلام وماتا بالمدينة سنة أربع وخمسين وهما : حكيم بن حزام ، وحسان بن ثابت بن المنذر بن ڑ)) فيل ثبت ذلك لحسان وآبائه الثلاثة .
صفحہ 17
التاسعة : آخر الصحابة موتا أبو الطفيل عامر بن واثلة ، مات سنة مائة من الهجرة» وآخرهم قبله (أنس) وهو آخر من مات منهم من الأنصار . وآخر من مات من أهل الصفة جابر بن عبد الله قيل وهو آخر الصحابة بالمدينة موتا . وآخر المهاجرين موتا بالمدينة سعد بن أبي وقاص وهو أيضا آخر العشرة موتا . وآخر من مات من البدريين أبو اليسر ، وآخر من مات منهم ممكة عبد الله بن عمر وقيل أبو الطفيل ، وبالبصرة أنس ، وبالكوفة عبد الله بن أبي اوفى ، وممصر عبد الله بن الحارث بن جزء ، وبالشام عبد الله بن بسر ، والله أعلم .
صفحہ 18
نصل
جمع بعض فضلاء الشعراء العشرة رضي الله عنهم في بيتين فقال : على والثلاثة (1) وابن عوف
وسعد منهم وكذا سعيد كذاك أبو عبيدة فهو منهم
وطلحة والزبير ولا مزيد
وجمعهم أيضا الشريف السيد الحافظ محمد بن إبراهيم بن المرتضي رضي الله عنه فقال : للمصطفى خير صحب نص أنهم
في جنة الخلد نصا زادهم شرفا هم طلحة وابن عوف والزبير مع
أي عبيدة والسعدان (2) والخلفا
وقد جمعهم أيضا [هم] والنقباء القاضي الوجيه العالم النبيه عبد الغني بن أبي بكر المعلم الشرجي فقال : أبو بكر الصديق في إيمانه
والتالي الفاروق خير بي عدي والثالث القوام عثمان الذي
ناحت عليه الجن وسط المسجد واهتف لمولانا على فإنه
حاز المناقب والمفاخر عن يد واكرم بطلحة والزبير وبعدهم
فاذكر كرامات ابن عوف السيد
صفحہ 19
وكذا ابن مالك سعد خال المصطفى
بان التصتيته من خؤولة احمد وسعيد ، ثم سلالة الجراح لا
تعدل به والمم بذلك تسعد فأولئك القوم الذي لا يبتلى
بالبغض فيهم غيرباغ ملحد وإليك مني عدة النقباء خذ
أسماءهم نظما بغير تعقد وابدأ إذا رمت البداعة أولا
في عدهم بأي أمامة أسعد واحسن بسعد بن الربيع فإنه
لا طائش رعش الجنان ولا اليد وانظم بديع النظم في ابن رواحة
وفتى بني العجلان رافع فاعدد وكذا ابن معرور البراء وتلوه
في النظم عبد الله خيف المعتدي وعبادة بن الصامت الندب الذي
في الحرب يعدو كالهزبر الأربد وإذا دعوت وقلت يا ابن عبادة
مستنجدا فاكرم بسعد المنجد والمنذر الحامى الذمار وبعده
فاذكر أسيد فذاك زاكي المحتيد و كذا ابن خيثمة الكريم نجاره
ورفاعة اذكر في نظامك ترشد فتعلقى بهم الجميع ولي بهم
ذمم عظام قد شددن بها يدي فالكل في يوم المعاد ذخيرتي
وبحبهم أرجو الشفاعة في غد فبحقهم يارب فرج كربي
و اشرح بهم صدري ويسر مقصدي تم الصوه على البي واته
ما صاح في الأغصان صوت مغرد
الهزبر- الأسد
صفحہ 20
صلا
عادة النسابين
جرت عادة النسابين أنهم ينسبون الرجل بنسبه العام ثم الخاص ، كالقرشي الهاشمى ، أو الأنصاري الأشهلى ، وإنما فعلوا ذلك لأن ذكر العام يفيد الخاص ، والخاص وإن كان يفيد العام فقد يخفى على بعض الناس كون بني عبد الأشهل من الأنصار . وقد كانت العرب إنما تنسب إلى القبائل فلما جاء الإسلام وغلب عليهم سكون الأمصار نسبوا إليها ، وإن كان أحدهم منسوبا إلى بلدين قدموا الأول منهما . والأحسن أن يفصلوا بينهما ب «ثم» التي هي للترتيب ونسبة القرية إلى البلد ، والبلد إلى الناحية ، والناحية إلى الإقليم كالتفصيل المتقدم في القبيلة في العموم والخصوص . وينسبون أيضا بالولاء ، والولاهء يكون بالحلف ، والرق ؛ والعتق ، والإسلام. بأن يكون أسلم على يد أحد من القبيلة فينسب إليهم . وقد ينسبون إلى القبيلة مولى مولاها كأبي الخباب الهاشمى ، مولى شقرا ن مولى رسول الله ، لة، وقد ينسبون إلى الأم كبني عفراء ، وبني بيضاء ؛ وإلى الجدة كيعلى ابن منية وهي جدته أم أمه ، وبشر بن الخصاصية وهي أم الثالث من أجداده . وقد ينسبون إلى الجد كأبي عبيدة بن
صفحہ 21
لجراح، وين ابوه البي كالمقداد بن عمر الكندي نسب يى الأسود بن عبد يغوث . وقد يكون النسب على خلاف ظاهره كأبي مسعود البدري نسب إلى بدر ، ولم يشهدها على الصحيح وإنما سكنها.
صفحہ 22
صل
بي آسماء وملى والألقاب
يستحب تحسين الاسم لقوله ،كلة:
« إنكم تذعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فأحسنوا أسماء كم».
ويستحب تغيير سيئها لأن النبي ، ل، غير اسم جماعة . ويحرم تلقيب الإنسان مما يكره ، ويجوز لضرورة التعريف . ويجوز التكنى - ويستحب لأهل الفضل . ويستحب بأكبر الأولاد ، ويجوز لمن لم يولد له ، وبالمرأة .
واعلم أن هذا الباب واسع بتوسع المسمين والمسمين فمنها المفردات . كأحمد بن عجيان (كسفيان وقيل كعليان) ، حبيب بن الحارث ، سيدر الحصى مولى زنباع ، شكل بن حميد ، صدي بن عجلان ، أبو أمامة صالح بن الأعسر ، كلدة بن حنبل ، وابصة بن معبد ، نبيشة الخير شمعون ، أبو ريحانة هبيب بن مغفيل ، لبي بن لبا هؤلاء من الصحابة ومن غيرهم حلف. ومن الإفراد في الألقاب (سفينة) مولى رسول الله ، ة، اسمه مهران . وأما الكنى فمنهم من كانت كنيته اسمه لا يعرف له غيرها . ومنهم من لقب بكنيته وله غيرها
صفحہ 23
اسم وكنية كابي تراب ، مولانا علي كرم الله وجهه . ومنهم من له كنيتان وأكثر . ومنهم من اختلف في كنيته كأسامة بن زيد ، فقيل أبو زيد ، وقيل أبو محمد ، وقيل أبو عبد الله ، وقيل أبو خارجة . ومنهم من عرفت كنيته واختلف في اسمه كأبي بصرة الغفاري ، قيل اسمه حميد ، وقيل حميل ، وأبي جحيفة ، قيل اسمه وهب بن عبد الله ، وقيل وهب الله بن عبد الله؛ وأبي هريرة اختلف في اسمه واسم أبيه ، فقال النووي : اسمه عبد الرحمن بن صخر على الأصح من نحو ثلاثين قولا ولم يكن بها أحد قبله . ومنهم من اشتهر بالكنية وغلبت عليه ولم يختلف في اسمه كأبي بكر وأبيه رضى الله عنهما ، واسمه عبد الله واسم أبيه عثمان . وممن يكنى بابي محمد من الصحابة رضي الله عنهم : طلحة ، وعبد الرحمن ابن عوف ، والحسن بن على السبط ، وثابت بن قيس بن شماس ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن بحينة ، وعبد الله بن زيد صاحب الأذان ، وكعب بن عجرة ، والأشعث بن قيس ، ومعقل بن سنان الأشجعي ، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وجبير بن مطعم ، والفضل بن عباس ، وحويطب بن عبد العزى ، ومحمود بن الربيع ، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير . وممن يكنى بأبي عبد الله : الزبير بن العوام ، والحسين السبط ،
صفحہ 24
وسلمان الفارسى ، وعامر بن ربيعة ، ويكه ب انين، وتعب ابن مالك ، ورافع بن خديج ، وعمارة بن حرام ، والنعمان بن بشير ، وجابر بن عبدالله، وعثمان بن حنيف، وحارثه بن النعمان ، وثوبان مولى رسول الله ، لالة، والمغيرة بن شعبة ، وشر حبيل بن حسنة ، وعمرو بن العاص ، ومحمد بن عبد الله بن جحش ، ومعقل بن يسار، وعمرو بن عامر.
و اممن يكنى] بأبي عبد الرحمن : عبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن الخطاب ، وابن أخيه عبد الله بن عمر ، ومحمد بن سلمة ، وعويم بن ساعدة ، وزيد بن خالد الجهي، وبلال بن الحارث المزني ، ومعاوية بن أبي سفيان ، والحارث بن هشام ، والمسور بن مخرمة ... وغيرهم .
وهذا باب واسع وقد آتي به مفرقا في تراجمهم إن شاء الله تعالى على وجه آخر غير ما ذكرت هنا ، ففيه إشارة إلى الخلاف والله أعلم. وهذا حين أشرع في مقصود الكتاب مستعينا بالله وسائلا منه التوفيق.
صفحہ 25
حرف الألف الملطق عليه
ابو المنذر وأبو الفضل : أبي بن كعب بن قيس
الأنصاري الخزرجي النجاري المعاوي البدري المدني
هو سيد القراء وكاتب الوحي ، وهو أحد المفتين وأحد الخمسة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله . أمه صهيلة بنت الأسود بن حرام الخزرجية . والأوس والخزرج جما ع الأنصار وهما ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمر بن عامر بن حارثة بن امرى القيس بن مازن الأسود بن يغوث بن ثبت قيل ، سمي النجار ، لأنه اختتن بالقدوم وقيل غير ذلك . شهد أبي رضى الله عنه العقبة الثانية وشهد بدرا وغيرها ، وفي الصحيح أن رسول الله ، ة، قال له : « إن الله أمرني أن أقرا عليك القرآن» . وفي رواية (سورة) « لم يكن الذين كفروا » قال أبى : وسماني لك ؟ قال : نعم . فبكى أبي . وهي منقبة عظيمة لا تعرف لغيره .
وفي جامع الترمذي وغيره أن رسول الله ، ، قال : «أقرأ أمتي أبي بن كعب» . وفي الصحيح عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله، ، يقول «خذوا القرآن من أربعة : عبد الله بن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب » .
صفحہ 27
وقال عمر رضى الله عنه : أبي سيد المسلمين . وقال مسروق : أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عمر ، وعلى ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى . وقال الواقدي : أول من كتب لرسول الله ، ، حين قدم المدينة أبي بن كعب ، وهو أول من كتب في آخر الكتاب « وكتب فلان ابن فلان » .
كان أبي رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية لا يغيرها (1) ، قصيرا نحيفا ، وآخى النبي، ، بينه وبين ابن مسعود ، وآخى أيضا بينه وبين سعيد بن زيد. أخرج له الشيخان ثلاثة عشر حديثا ، اتفقا على ثلاثة ، وانفرد البخاري بثلاثة ، ومسلم بسبعة . وخرج عنه الأربعة . روى عنه أنس ، وسهل بن سعد ، وأبو العالية ، وخلق . وفي موته أقوال . قال ابن عبد البر : والأكثر أنه مات في خلافة عمر بالمدينة وذفن بها رضى الله عنه ورحمه ، وله عقيب منهم محمد الذي قتل يوم الحرة .
صفحہ 28