خليلي لو خليتما لوم عاشق حشاه بإلحاظ العيون جريح (¬1)
يحاول كتمان الغرام ودمعه عليه بأسرار الغرام يبوح (¬2)
له عند ذكر السفح فيض مدامع على أن جفن المستهام سفوح (¬3)
تهيج لي داء الحمام حمائم تغني على أعوائها وتنوح (¬4)
يغازلني في خلوتي من ظبائه غزال مريض المقلتين مليح (¬5)
غزال مراعيه القلوب ولم يكن مراعيه آثار هناك وشيح (¬6)
فكم بت أحسو من مراشف ثغره مداما لأنواع الهموم تريح (¬7)
قال الفزاري يهنئ صاحبا له على سلامته من مرضه الذي ألم به ويتمنى له العافية. (¬8)
لقد صحت لصحتك الجسوم وعوفيت المكارم والعلوم (¬9)
¬__________
(¬1) - خليلي: صاحبي - لو خليتما: طلب منه أن يخليا لكن دون الجزم - حشاه: القلب، ألحاظ العيون: نظرات العيون ومنه قول المتنبي: قفي تغرمي الأولى من اللحظ مهجتي.
(¬2) - فاعل يحاول هوى شوقي في البيت الأول - يبوح يفصح.
(¬3) - السفح: البعد، سفوح على وزن فعول، وهو صيغة مبالغة أي كثير السفح وبينهما جناس ناقص.
(¬4) - الحمام: الموت حمائم مفرد حمامة، وهي فاعل تهيج وما زال العشاق يضنيهم ويذكرهم بالشوق كل نائح.
(¬5) - مريض المقلتين :أي ناعسهما ، وتوصف المرأة بأنها مريضة العينين.
(¬6) - الشيح: نوع من أنواع النباتات الصحراوية ، وغزال شاعرنا رفض كل أنواع المراعي وأحب أن يرتع في قلب شاعرنا ليزيد شوقه لهبا، ويذكرني بقول المتنبي لصيف الحمى:
بذلت لها المطارف والحشايا فعافتها وبانت في غطامي.
(¬7) - أحسو: أشرب على مهل، المدام: الخمر، وفيه استعارة قديمة واضحة.
(¬8) - هو الشيخ العلامة الفقيه : محمد بن عبد الله بن جمعة بن عبيدان صاحب كتاب-
(¬9) - فيه معارضة للمتنبي وهو يقول:
الجهد عوفي إن عوفيت والكرم، لكن شاعرنا زاد عليه بأن العلوم والمكارم كذلك الأجسام صحت بصحة شيخهم.
صفحہ 8