والمرء ترفعه التقوى ... ويخفضه ... سوء الفعال، ... فخل السوء واجتنب (¬1)
قد صار سلمان بالإسلام ... مرتفعا ... في العالمين على العاصي ... أبي لهب (¬2)
فاصحب أولي العلم والآداب ... إنهم ... خير الأخلاء والإخوان ... والصحب (¬3)
وإن بليت من الدنيا ... بضائقة ... فاصبر لها صبر حر ... غير مضطرب (¬4)
أو فاستعن بكريم لا يضن ... بما ... حوته يداه كمولانا ... أبي العرب (¬5)
فتى يزيد على معن ... ابن زائدة ... جودا ويسحب أفضالا ... على السحب (¬6)
¬__________
(¬1) - التقوى: اتقاء غضب الله وسلوك نهجه القويم، وهو ما يتفاضل به البشر عند ربهم، قال تعالى: { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [سورة:]. وقال عز وجل: { الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } [سورة:].
(¬2) - سلمان الفارسي: صحابي جليل، كان من ألصق الصحابة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - . أبو لهب: عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أصاب النبي منه أذى كثير، ومن زوجه حتى نزلت فيها سورة المسد.
(¬3) - أولي العلم: طلبته ومريدوه، والمتأدبون به، والعاملون به، والعلم والأدب قرينان، لا يستوي أحدهما دون الآخر.
(¬4) - بليت: ابتليت، وبنيت للمجهول، لا لعدم معرفة الفاعل الحقيقي، فالمبتلي هو الله، ولكن الفعل المباشر قد يكون من بني البشر أو من نفسك. الضائقة: كل ما يضيق به الإنسان بعد سعة، من هم نفسي أو مادي أو اجتماعي، ناشئ من نفسه أو من غيره. وشاعرنا يأمره أن يحتسب ويرجع إلى الله، ولا يضطرب في استقبال البلوى، وليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
(¬5) - ضن: منع. أبو العرب: الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي.
(¬6) - معن بن زائدة: من الكرام المشهورين عند العرب. والمعنى في الشطر الثاني أنه كثير الإفضال على السحب، أو أنه يفضلها في نواله وجداه.
صفحہ 14