رسالتان لہ اجاب فیہما عن رسالتین سئل فیہما سوال التعنیف

ابن حزم d. 456 AH
23

رسالتان لہ اجاب فیہما عن رسالتین سئل فیہما سوال التعنیف

رسالتان له أجاب فيهما عن رسالتين سئل فيهما سؤال التعنيف

تحقیق کنندہ

د . إحسان عباس

ناشر

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

1987 م

پبلشر کا مقام

بيروت / لبنان

فالجواب - وبالله تعالى التوفيق - إن هذا كلام إنسان مخبول العقل يتناثر تناثر الرمل ولا يعقل ( 1 ) . فأول ذلك أنهم أنكروا نهينا عن النظائر والتفريع والتناتج والقياس ، فخلط تخليطا بجنون ؛ وما نهينا قط عن التفريع والتناتج ولا عن النظائر إذا وقعت تحت نوع واحد ، لكن نهينا عن القياس جملة ، فجمع هؤلاء بين المختلفات جمع أهل الجهل حقا . والتفريع هو ذكر تصاريف المسألة التي يجمعها جملة النص ، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 2 ) : ' من زاد في صلاته أو نقص فليسلم ، ثم يسجد سجدتين ' ؛ فنقول : من صلى ستا أو سبعا ساهيا فقد دخل في هذا الحديث [ 187 ب ] ، لأنه زاد سجدة أو سجدتين أو سجدات ساهيا فقد دخل في هذا الحديث ، لأنه في صلاته . وهذا كثير جدا لو جمع لقام منه جزء ضخم . والتناتج هو نحن قوله صلى الله عليه وسلم ( 3 ) : ' كل مسكر خمر وكل خمر حرام ' ، فانتج هذا أن المسكر حرام . وأن السيكران خمر ، وأن كل نقيع العسل إذا أسكر خمر ، ومثل هذا كثير جدا . والنظائر هي كقوله عليه السلام ( 4 ) : ' إذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة ' ، فكل حيضة فهي نظير تلك الحيضة في النوعية ، والحكم لازم لها لزوما ، وهذا كله هو الظاهر بعينه ، والنص بعينه . وأما القياس فهو غير هذاكله ، وإنما هو أن يحكم لما لم يأت به النص بما جاء به النص في غيره ، كحكمهم في تحريم الجوز بالجوز متفاضلا ونسيئة ، قياسا على تحريم الملح بالملح والقمح بالقمح والتمر بالتمر متفاضلا ونسيئة ، فهذا هو الباطل الذي لا يحل القول به ، لأنه شرع لم يأذن به الله . وقد تقصينا الكلام في هذا كله في غير هذا المكان ، ولكنا لا نفقد مهذارا يكرر السؤال فنكرر له الجواب ، إقامة لحجة الله تعالى عليه ، وبالله تعالى التوفيق . ثم نعود إلى تخليطهم فنقول لهم : ' إننا نأتي بما هو أشد وأشنع ' ، هو قول كان ينبغي لهم أن يبينوه وإلا فهو كذب وبهت . ثم ذكرتم أننا نخالف مسائل كثيرة عما وردت واستقرت عليه وصح العمل بها ندعي نحن خلافها من طريق ظاهر الحجة والتصريف في اللغة والاتساع في الكلام : أي عمل هو ، وعمل من هو فان كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 1 ) ، فهم إذا صلوا [ فليصلوا ] كصلاته قاعدا بالناس في الفريضة ، وكتسليمه مرتين من الصلاة ، وكمسحه على العمامة ، وغير ذلك كثيرا جدا . وإن كان عمل الصحابة ( 2 ) رضي الله عنهم فقد ذكرنا فعلهم ، وعمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إضعاف القيمة على رقيق [ 188 / أ ] حاطب ، وعمله في حكمه بان يكون القراض مضمونا بحضرة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، وغير ذلك كثير . وددت لو بينوا لنا عمل من يريدون عمل قضاتهم بالأندلس وأفريقية فما جعل الله تعالى أولئك حجة على أحد ، وما هم أولى باتباع عملهم من قضاة خراسان وسجستان والسند وسائر بلاد الإسلام من الحنفيين والشافعين ، والله اعلم . وأما قولهم : ' إن من سبقنا من المتقدمين العالمين بالسنة واللغة لم يتكلفوا قط غير طلب الحق في القرآن وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ' ، فغن كانوا لم يتكلفوا ( 3 ) ذلك فبئس ما فعلوا ، ولقد ظلموا أنفسهم ، وبئس ما أثنى عليهم هؤلاء المخاذيل ، وإن كانوا لم يغوصوا ( 4 ) في المسائل ، فما أحسنوا ( 5 ) في ذلك ، مع انهم أيضا كذبوا عليهم ، فما ندري أحدا أكثر غوصا على ما لا يكاد يقع من المسائل منهم . وأما قولهم : ' ولا أحالوها عما وردت على حسب مفهومها ومسموعها ' ، فهذا هو مذهبنا الذي ندعو الناس إليه ، وهم لا ينكرون علينا إلا هذا بعينه ، فلو عقل هؤلاء القوم ما هذروا هذا الهذر ، ونعوذ بالله من الخذلان .

صفحہ 103