74

رسالت طب قلوب

اصناف

============================================================

المعدلة لقبول صالح بعض الادوية (الراغبين) الى الله التابعين لأمره سبحانه بقوله في التنزيل، والى ربك فارغب، (ثم) بعد ذلك كله مما ذكره (ألقه) اي ذلك المعجون (تحت يد الطبيب الحاذق) وهو (الشيخ) المرشد لا المتمشيخ المقلد وذلك الشيخ هو (الكامل العارف الواصل) حالة كونك في التسليم له (كالميت بين يدي الغاسل) يقلبه كيف يشاء فلا يتصور منك اعتراض عليه لا بالقلب ولا باللسان اذ ذلك لا يتصور من عادم الجنان وان خالف فعله معقولك وغاير مأمولك فهو اعرف بك منك واولى بك منك تفعل ذلك (حتى يحصنه) اي ذلك المعحون وعمله (بلبن الحماية) اي كما يحمي الطبيب المريض عن اكل المغلظات ويطعمه اللبن الذي هو ايسر المهضومات لثلا يعارض عمل المعجون (بتأثير تلك المغلظات فيبعده) اي يبعد ذلك المعجون (عن قفص هوى النفس) كما يبعد ويحفظ الدواء وتأثيره من عفونات الأطعمة الغليظة المفسدة لتائير الدواء (وحفظه) اي الطبيب المسعجون (من خرؤ القاء الشياطين) شبه القاء الشيطان وساوسه وسوفة دساتسه الى تلك الاخلاق المطلوبة والرياضات المندوبة بعفونة البراز المفسدة لحكم المعاجين فالمرشد الكامل يحمي تلك الاخلاق من وساوس الشيطان كما يفعله الطبيب من تنقية معدة المريض بالمسهلات حفظا لعمل الدواء والمعاجين (وينع عنه) اى المعجون وتأثيره (حر صيف الطبيعة البشرية) فان طبيعة الانسان النفساتية تؤثر على اخلاقه تأثير حرارة الصيف الشديدة على الدواء، فالمرشد يرشد الى ما يه كسر النفس وسورة شهواتها الطبيعية كما يتعاطى الطبيب المبردات الكاسرة سورة حرارة الصيف ليسلم الدواء من المعارض (ويعطيك) ذلك المرشد (من ذلك المعجون) مايقدره ويقننه (بالحكمة البالغة) فلا يجازف بالافراط والتفريط فيطعمك من ذلك المعجون (كل يوم وليلة وساعة) حسبما يطلبه الوقت (مقدارا لا يؤذيك) بكثرته (بل يكفيك) فلا يقل عن اللزوم (واجتنب الاوهام) التي يثيرها الشيطان عليك معارضة للحق كما بجتنب المريض الاوهام المؤثرة عليه فان كثيرا من المرضى يقتلهم انهم يتوهمون شدة المرض وسقوط القوة والهلاك وهم بحيث لو فارقهم ذلك الوهم نجوا من ذلك المرض (واجتنب النظر الى الأنام) لأن النظر اليهم والاعتماد عليهم يثير الرغبة فيما لديهم فيميل بك ذلك عن سواء الطريق فيهوي بك في مكان سحيق (واترك بصل اليأس) فالي سن مؤد الى ترك الاعمال واصلاح الحال فيشوش على معجون التقوى كما يشوش ثقل البصل حكم حكمة الدواء اذ هو من المغلظات التي يجنبها الطبيب المريض ولا ييأس من روح الله الا

صفحہ 74