============================================================
منها بغيره (واسترخاء اهمال كسب الحلال) اسباب الكسل والفتور عن العبادة هو الاكل ما وجد بلا اكتراث بكونه حلالا او حراما قال بعض العارفين ، ان من دلائل أكل الحرام الاسترخاء الذي يعتري البدن لفساد مزاجه (ولقوة لقمة الحرام) اللقوة علة آلية في الوجه يجذب لها شقه في جهة غير طبيعية سببها استرخاء او تشنج وهذا من التخصيص بعد التعميم اذ ذكر هنا استرخاء خاص مشبه بأكل لقمة من الحرام خاصة وقبل هذا ذكر الاسترخاء العام للبدن مشبها باهمال كسب الحلال اللازم منه كثرة كسب الحرام والاكل منه والتغذي به (وامتلاء الحرص)، الحرص على حطام الدنيا وجمعه يشبه امتلاء المعدة وجمعها فضل الطعام الذي هو سبب كل داء قتال اذ المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء كما ان حب الدنيا والحرص عليها رأس كل خطيئة والزهد فيها رأس كل خير ونجاح، (وحمى ربع الغفلة) وهي التي لا تأتي الا بعد ثلاثة ايام وكذلك الغفلة بالنسبة للمريد الذاكر لا تستمر عليه بل تعتريه بعد أزمنة، وقد شبه الغفلة بحرارة الحمى لان في الذكر طمانينة وبرد يقين وفي الغفلة ضد ذلك من القلق في امور الدنيا وحرارة الاشتغال بها، (وحمى غب البهتان) وهي القي تحضر يوما وتفارق اخر، والبهتان اسناد فعل منكر لبريء منه والمراد به هنا رؤية الفعل للمعبد غب رؤيته لله سبحانه فاذا رأى العبد الفعل لله استراح وبرد قلبه من حرارة التدبير واذا رأى الفعل لنفسه ابتلي بتلك الحرارة (وحمى دق الخطيئات الجزئيات والكليات) حمن اللق هي حمى غير مستقلة بل تعرض من الامراض المزمنة كالسل وهي علامة على تلك الامراض فالخطييات الجزئية والكلية التي تصدر عن العبد تدل على فساد القلب واستعصاء الاخلاق الذميمة وتمكنها منه كما ان حمى الدق تدل على الامراض القاتلة من السل وغيره وقوله (بليات وامراض عامة) خبران في اول التشبهات وهي كما قال (قدس سره) امراض قد عمت في هذا الزمان (مسلطة عليكم) بسلطانها فلا تستطيعون ردها بعد ان تمكنت فيكم وهي (حاصلة في قلوبكم) كما قال تعالى، في قلوبهم مرض، (صغارا وكبارا) بيان للتعميم (فجعلت لطائف عالم الامر) منكم وهي ارواحكم القدسية اذ يقال للطائف وسائر الارواح المجردة عالم الامر وللكثائف والاشباح المحسوسة عالم الخلق، والى ذلك الاشارة بقوله تعالى ، ألا له الخلق والامر، سميت بعالم الامر لأنها تتكون عن قول كن بلا زمان بخلاف الاجسام التي تتكون تدريجا مشاهدا في زمان ومكان (بها) اي بتلك البليات والامراض (اسارى) مأسورين مكبولين باصفادها اذ لولا قيود تلك الشهوات لجلتم في ملكوت السموات. ثم استشهد بالآية الكريمة لهذا
صفحہ 66