============================================================
القبس السابع في بيان شخصيته الروحية واخلاقه العالية مما لا يخفى على اهل العلم والدين والاطلاع على احوال الصالحين ان حقيقة الكرامة هي الاستقامة في اتباع الكتاب والسنة وملازمة التقوى المفسرة بالابتعاد عن الكفر وعن ارتكاب المحرمات وعن الانهماك في الدنيا الغمير المشروعة، فمن تدرع بهاه الدرع الحصينة اعتبر من اهل الولاية لله تعالى الذين نزل في شأنهم (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون) رظهرت عليه اثار الحضور الروحي وفيضان التور على قلبه، بحيث يرتاح كل من جالسه بأنسه، واستفاد من انوار اطمثنان نقسه . وكذلك اتصف بمجامع الاخلاق العالية من الصبر والصدق والعدل والعفاف والغيرة والاتصاف ومحبة الضعفاء الحاثرين، ولا سيما المتورطين في البلايا والمتوسلين به ايام الشدائد.
ومن جاور المرحوم شيخي الجليل مدة من الزمن ونظر الى اثار اخلاقه الحسنة ودوامه عليها في كل رقت وحال، حصلت له القناعة الروحية الكاملة بان هذا الشخص خحصوص براتب ودرجات لم يصل اليها ولم يصعد عليها الا افراد قليلون من أولياء الزمان فطوى لمن حاوره وجاوره ولازم صحبته بالمحبة الصادةة فصار من المشمولين بالآية الكريمة ({يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وما هو معلوم لدى العقلاء ان الخبر ليس كالعيان، وقد جاورت شيخي قرابة خس وثلاثين سنة فوجدته مستقيما على الاعمال الفاضلة والاخلاق العالية صادقا في اقواله وفيا بوعوده، كان طوال حياته الشريفة طاهر اللسان نظيف الجنان، لم يظهر منه كلام يوجب الاذى والآلام، كان سمحا كثير العفو عمن اساء اليه، لا سيما اذا جاءه معتذرا، ما كان ليحمل آثر العداء والنفرة، وذلك من علامات صفاء القلوب القي يتسم بها الاولياء والصالحون كان غيورا في الحق والدين ملبيا لتوجيهات العلماء والمخلصين، شجيعا في ميدان الدفاع عن الاسلام باليدن والقلم والمال والحال. كان سخيا كريما يصرف مايمكنه على وجوه البر والتقوى وخدمة العلم والمدرسة وما يتعلق بهما، يرعى تمام الرعاية من يستحقها حسب المستطاع، والدليل على مسخائه انه مع كونه يملك الكثير من المزارع
صفحہ 35