النَّاس عِنْد طلب الْهلَال يَقْتَضِي معنى رائي الْهلَال كَأَنَّهُ نَاطِق بِهِ وتوقع النَّاس للهلال إِذا قَالَ قَائِل فِي تِلْكَ الْحَال الْهلَال يَقْتَضِي هَذَا الْهلَال وَالْفِعْل للشَّاهِد من نَحْو الْقرب والاعطاء إِذا قَالَ قَائِل وزيدا يَقْتَضِي اضْرِب زيدا أَو أعْط زيدا فَهَذِهِ دلَالَة الْحَال الَّتِي تصْحَب الْكَلَام
فَأَما دلَالَة الْكَلَام على الْمَحْذُوف فدلالة تضمين تَقْتَضِي معنى مَا لم يذكر مِمَّا تَقْدِيره أَن يذكر وَهِي ثَلَاثَة أَقسَام مُتَقَدم أَو مُتَأَخّر أَو دلَالَة الْكَلَام الَّذِي حذف مِنْهُ نَحْو وَقَالُوا كونُوا هودا أَو نَصَارَى يدل على أَن الْمَعْنى اتبعُوا الْيَهُودِيَّة أَو النَّصْرَانِيَّة وَقَوله جلّ ثَنَاؤُهُ ﴿أبشرا منا وَاحِدًا نتبعه﴾ يدل على أَن الْمَعْنى اتبعُوا بشرا وقولك أزيدا مَرَرْت بِهِ يدل على معنى أجزت زيدا أَو لقِيت زيدا
وَأما أَخَذته بدرهم فَصَاعِدا فَأَنَّهُ يدل على معنى فَذهب الدِّرْهَم صاعدا فَهَذَا لِكَثْرَة المصاحبة دلّ مَا ألْقى على مَا ألْقى
الصّفة الَّتِي تجْرِي على الأول وَهِي للثَّانِي فِي الْمَعْنى هِيَ الصّفة القوية فِي الْعَمَل نَحْو مَرَرْت بِرَجُل حسن أَبوهُ فَأَما الصّفة الضعيفة فَلَا يجوز فِيهَا ذَلِك نَحْو مَرَرْت بِرَجُل خير مِنْهُ أَبوهُ
وَالصّفة الَّتِي تجْرِي على الأول وَهِي للثَّانِي فِي اللَّفْظ وللأول فِي الْمَعْنى وَهِي الصّفة الضعيفة نَحْو مَا رَأَيْت رجلا أحسن فِي
1 / 82