رسالة الغفران
رسالة الغفران
ناشر
مطبعة (أمين هندية) بالموسكي (شارع المهدي بالأزبكية)
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٣٢٥ هـ - ١٩٠٧ م
پبلشر کا مقام
مصر
الذِّيب، ومني ببعض التَّعذيب، فأنت القادر عل تعويض الأطفال، والعالم بعقبى الطَّيرة والفال. فبينما هي تردَّد بين العلة والوله بغم لها الفقيد من حقفٍ اتخذ فيه مربضًا، ولم يرَ من الرُّماة منبضًا، هكع لما شبع. فما ساءه القدر ولا سبع. فغمر فؤادها ابتهاجٌ، من بعد ما وضح لها المنهاج.
ولو رجع القارظ إلى عنزة، ما بان فيها الطَّرب للرّجعة، وما قدر من زوال الفجعة، إلا دون ما أنا مضمرٌ مجنُّ، من المسرَّة بدنوِّ الدِّيار. وإلقائه عصا التِّسيار، فالحمد لله الذي أعاد البارق إلى الغمام الوسميّ، وأتى المومض بحلى السُّميّ وإنَّ حلب المنصورة لتختلُّ إلى من يعرف قليلًا من علم، في أيَّام المحاربة والسِّلم، فما باله يّد الله الآداب بأن يزيده في المدة فإنما لغرابها كالعدَّة.
وإني لأعجب من تمالؤ جماعة، على أمرٍ ليس بالحسن ولا الطاعة، ولا ثبت له يقينٌ، فيشوفه الصَّنع أو يقين قد كدت ألحق برهط العدم، من غير الأسف ولا النَّدم، ولكنَّما أرهب قدومي على الجبَّار، ولم أصلح نخلي بإبار. وقيل لبعض الحكماء: إنَّ فلانًا تلطَّف حتى قتل نفسه، ولم يطق في الدّار الخالية عفسه، وكره أن يمارس بدائع الشُّرور، وأحبَّ النُّقلة إلى منازل السُّرور، فقال الحكيم قولًا معناه: أخطأ ذلك الشابُّ المقتبل، وله ولأمِّه يحقّ الهبل، هلاَّ صبر على صروف الزَّمان، حتى يمنو له القدر مانٍ؟ فإنَّه لا يشعر علام يقدم، ولكلِّ بيتٍ هدم! ولولا حكمة الله جلَّت قدرته، وأنَّه حجز الرَّجل عن الموت، بالخوف من العلز والفوت، لرغب كلُّ من احتدم غضبه، وكلَّ عن ضريبةٍ مقضبه، أن تنزع له
1 / 124