47

Message of Harmony Among Muslims

رسالة الألفة بين المسلمين

ایڈیٹر

عبد الفتاح أبو غدة

ناشر

دار البشائر الإسلامية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1417 ہجری

پبلشر کا مقام

حلب

اصناف

فقہ
تصوف

لا يجوز ذقُّه بإجماع المسلمين.

تحريم التفريق بين الأمة لأجل الخلافات المذكورة

ولا يجوز التفرُّقُ بذلك بين الأُمَّة، ولا أن يُعطى المستحَبُّ فوق حقه، فإنه قد يكون من أتى بغير ذلك المستحبُّ من أمور أخرى واجبةٍ ومستحبةٍ أفضلَ بكثير، ولا يجوزُ أن تُجعَلَ المستحباتُ بمنزلة الواجباتِ، بحيث يمتنِعُ الرجلُ من تركها، ويَرَى أنه قد خَرَج من دِينه أو عصَى الله ورسولَه، بل قد يكون تركُ المستحبات لمُعَارِضٍ راجح أفضلَ من فعلها، بل الواجباتُ كذلك.

ائتلاف قلوب الأمة أعظمُ من بعض المستحبات

ومعلومٌ أن ائتلافَ قلوبِ الأمَّة أعظمُ في الدين من بعض هذه المستحبات، فلو تركها المرءُ لائتلافِ القلوب كان ذلك حَسَناً، وذلك أفضلُ، إذْ كان مصلحةُ ائتلاف القلوب فوق مصلحة ذلك المستحب(١). وقد أخرجا في ((الصحيحين))(٢) عن عائشة أن النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لها: «لولا أن قومك حديثو عهدٍ بجاهلية، لنَقَضْتُ الكعبةَ، ولألصقتُها بالأرض، ولجعلتُ لها باباً يَدخُلُ الناسُ منه، وباباً يَخرجون منه)).

وقد احتج بهذا الحديثِ البخاريُّ وغيرُه على أن الإمام قد يَترُ بعضَ

(١) وقعت العبارة في الأصل: (وذلك أفضل إذا كان مصلحةُ ائتلاف القلوب دون مصلحة ذلك المستحب)، وصوابها كما ترى.

(٢) (صحيح البخاري) ١: ٢٢٤ في كتاب العلم، (باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يَقْصُرَ فهمُ بعض الناس عنه، فيقعوا في أشدَّ منه)، و((صحيح مسلم)) ٩: ٨٨ - ٩٧ في كتاب الحج، (باب نقض الكعبة وبنائها).

47