وبين «أفلوغونيا (1)» بلد كبير لا يخرج منه عالم ولا خرج فيما سلف وذلك بالطبع (2). وفى هذا البلد قلاع حصينة منها قلعة يقال [لها] «وريمان» (3) وهى [فى] وسط البحر على سن جبل لا ترام وهناك نهر يغور فى الأرض يقال إنه نهر «نصيبين (4)». والجذام يسرع إلى أهلها لكثرة أكلهم الكرنب.
والغدر فيهم طباع. وقد احتج لهم فى ذلك وأقام عندهم بعض إخوانى وزعم أنه لا غدر فيهم. وقال إن الرجل منهم إذا كان فقيرا لم يجب (5) أن يراه أهل بلده. وهذه الخلة من كرم الطبيعة وصفاء الطينة. وفى أهل هذا البلد خدمة الضيف وقرى واسع وحسن طاعة لرهبانهم حتى أن الواحد
صفحہ 54