40

رسالہ قشیریہ

الرسالة القشيرية

تحقیق کنندہ

الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف

ناشر

دار المعارف

پبلشر کا مقام

القاهرة

اصناف

ادب
تصوف
ثُمَّ صار أمره إِلَى مَا صار، وقيل: حجم جنيد الحجام دَاوُد الطائي، فأعطاه دِينَارًا، فقيل لَهُ: هَذَا إسراف، فَقَالَ: لا عُبَادَة لمن لا مروءة لَهُ. وَكَانَ يَقُول بالليل: إلهي، همك عطل عَلَى الهموم الدنيوية وحال بيني وبين الرقاد. سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي، يَقُول: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حرب الموصلي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن زِيَاد الطائي، قَالَ: قَالَتْ دابة دَاوُد الطائي لَهُ: أما تشتهى الخبز؟ فَقَالَ: بَيْنَ مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية. ولما توفي دَاوُد رآه بَعْض الصالحين فِي المنام وَهُوَ يعدو فَقَالَ لَهُ: مَالِك؟ فَقَالَ: الساعة تخلصت من السجن فاستيقظ الرجل من منامه، فارتفع الصياح بقول النَّاس مَات دَاوُد الطائي. وَقَالَ لَهُ رجل: أوصني، فَقَالَ: عسكر الْمَوْت ينتظرونك ودخل بَعْضهم عَلَيْهِ، فرأى جرة ماء انبسطت عَلَيْهَا الشَّمْس، فَقَالَ لَهُ: ألا تحولها إِلَى الظل، فَقَالَ: حِينَ وضعتها لَمْ يكن شمس، وأنا أستحي أَن يراني اللَّه أمشى لما فِيهِ حظ نفسي. ودخل عَلَيْهِ بَعْضهم فجعل ينظر إِلَيْهِ، فَقَالَ: أما علمت أنهم كَانُوا يكرهون فضول النظر كَمَا يكرهون فضول الْكَلام. أَخْبَرَنَا عَن عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَي المزكي، قَالَ: حَدَّثَنَا قاسم بْن أَحْمَد، قَالَ: سمعت ميمونا الغزال، قَالَ: قَالَ أَبُو الرَّبِيع الواسطي: قُلْت لداود الطائي: أوصني. قَالَ: صم عَنِ الدنيا، واجعل فطرك الْمَوْت، وفر من النَّاس كفرارك من السبع.

1 / 54