ابو العت لارالمعرى رسالة فى تعزوي وأبى على بترع لفى الرجال فى ولره أبى الأزهور حققها وقدم لها (كشاقه الدرس يكلية الخرطوم الجامعية الطبعة الاولى ملتزم الطبع والتشر واشكهبصري مطبعة الاساد يحر
صفحہ 1
============================================================
ابو العت لارالمعرى رسالة في تعرية أبى على بزعلكح الرجال هما فى ولده أبى الأزهير حققها وقدم لها 1191 (للساع لباي المدرس بكلية الخرطوم الجامعية الطبعة الأولى ملتزم الطبع والنشر واالفكرالعري مطبعة الاعتماد بمصر
صفحہ 2
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحہ 3
============================================================
فهرست الرسالة مقدمة الناشر ى الرسسالة
المقسدمة 1 - الانسان والموت 1- موت اللانيياء.
2 وموت الملوك (1) ملوك العربية اليمنية : سبا بن يشجب ير الحارث الرائش آبرهة 14 فريقس- العبدبن آبرهة 09 هدد بن شر حبيل وابنته بلقيس ياس بن عمرو 1 شمر يرعش بن آفريقس الاقرن وابنه تبع ااسعد وابنه حسان عرو آخو حسان:
بد كلال تبع بن حسان 9 مرتد وابنه وليعة - ابرهة بن الصباح:
صفحہ 4
============================================================
سان بن عمرر ذو شتائر- ذونواس دو يدن الاحباش فى الين : أرياط - أبرهة - يكسوم - سروق سى (ب)من ملك لع قبل غسان : الثعمان بن عمزو س ابنه ى - عمرو بن مداى ) ملوك العزب الفساسنة: الحارث كبر- ابنه الحارث أبوحليمة الحارث اصفر اللهمان بن الحارث الهمابت - عمرو- عمرو بن الحارث الابهم جبلة د) ملوك العرب المحاذرة: بن فهم -- ولذه جمذمة عرو امرؤالقيس أوى الحارث بن محرق حهعمان الاكبر المنذر بن ماء اله - ابنه المستذر عمرو بن هند - النعمان بن المثذر ل بن قبيصة (ه) "ملوكحرس : دارا ملوك تحلواتف
صفحہ 5
============================================================
ش ر دشر ه سابور وزمز ب هرا فى ات- نرسى - هرمز_ سابور 423 ار دشير ت سا بور ت بهزام - بزدجن بهرام جور آنوشروان - قباذ- كسرى آبرواز - بوران40 3 - موت كزمارب 4 موت فرسأن العرب وشجعانها والموت لهيسل الاسد التز الذئب حيدن (الثعلب) الخزر (الارنب) العلج الوحشى (حمار الوحش) هورلملوحشى الختساء (بقرةطوحش) الظى روى 18 اتتى الوعل.
الابل
صفحہ 6
============================================================
هه الجمواد فواء (طحاب) راب الحمامة الجرادة حل الأرقم 8 الحية قرب 73 الحوت مك ولالحفدع لخاتمة الفهارس : فهرست موضوعات وس ت 2 فهرست أسماء الحيوات والنباتات جوم 93 97 9 3 - فهزست المزاجع 4- فهرست للراهات النسخ المختلفة 48 8 التصوبب
صفحہ 7
============================================================
له عد : لابى العلاء المعرى فى الرسائل كتاب يسمى ديوان الرسائل يضم آقساما ثلاثة : رسائله الطوال كالغفران، ورسائل قصار، ورسائل متوسطة الطول كهذه الرسالة فى التعزية إلى على بن أبى الرجال ، فى ولده أبى الازهر .
و قد كانت هذه الرسالة إحدى المصورات التى استحضرها معهد المخطوطات بالجامعة العربية من مكتبة روان كشك باستانبول (فيلم 156 من 260 - 306 بمعهد المخطوطات) وكان أن اطلعنى عليها أستاذنا الجليل الدكتور أحمد أمين بك فأنه رأى = حفظه الله - أن أتأملها لعلها أن 4-1 01 تكون صالحة للنشر . فلما قرأتها رجعت إلى بحموعة من رسائل أبي العلاء كان قد نشرها المستشرق مرجوليوث ، فوجدت رسالة التعزية فى تلك المجموعة، ولكنى لحظت أن بين الرسالتين فروقا تصلح أن تكون مثلا ساطعا على اثارة الشك فى النسخ المخطوطة . فأول تلك الفروق وأبرزها: حقيقة الشخص الذى كتبت له هذه الرسالة. فالنسخة الجديدة تزعم أنه أبو على ابن أبى الرجال والنسخة التى نشر عنها مرجوليوث رسائل المعرى تذهب إلى أن أبا العلاء كتب رسالته إلى خاله أبى القاسم بن سبيكه يعزيه فى أخيه أبى بكر. ونظرت فى الامر ملييا فتبين لى أن القفطى رأى فيما بقى من رسائل ن أبي العلاء رسالة فى التعزية لبعض الحلبيين فى ولد له مات (1) . فزاد اطمثنانى إلى النسخة الجديدة ، وإن لم يستطع البحث أن يهدينى إلى شىء عن ابن أبى الرجال وولده أبى الأزهر أو عن أية علاقه لهما بالمعرى . وبحثت عن الأصل الذى نشر عنه مرجوليوث فلم آجده، وأخير آ عثرت فى مكتبة (1) انظر تعريف القدماء بأبى العلاء من نقلا عن اثياه الرواة
صفحہ 8
============================================================
تيمور(1) على ثلاث محموعات من رسائل المعرى، وإذا كل مجموعة منها تحوى
رسالة التعزية المذكورة مصدرة بالعبارة التالية *وكتب يعزى بعض
أصدقائه وهو خاله أبو القاسم بن سبيكه بأخيه أبى بكر وكان توفى بدمشق ا3 رحمه الله تعالى ، . ولكن اقدم نسخة من هذه الرسائل ترجع إلى القرن
الحادى عشر الهجرى، كما أنها جميعا صورة لنسخه واحدة. وعندئذ تبينت قيمة النسخة الجديدة لانها مكتوبة فى القرن السابع الهجرى عن أصل مغاير
الأصل الذى كتبت عنه نسخ التيمورية ، وقد وضحت الفروق جلية بين الاصلين فى الصفحات الاخيرة من الرسالة إذ حذفت من نسخ التيمورية عبارات طويلة بآكمها بينما لم يحذف من نسخة القرن السابع إلاعبارة واحدة ال فى سطرين تحدث فيها أبو العلاء عن أخيه أبى المجد، واعتبار آلهذه العوامل جميعا رأيت الرسالة تستحق النشر لانها تضعنا أمام أمر جديد يهم الذين 104 ال ي درسون المعرى وثثير مشكلة تستحق التساؤل والبحث وكان يذ لى هذا الميل فى تناولها عامل آخر من توجيه التحقيق والتعليق ليكونا على أساس موضوعى يوضح بعض الجوانب التى قدتؤخذ ماخذ التسليم فى ثقاقة المعرى وأسلوبه ومعجمه. فقد حققت الرسالة على ضوه الكتب التاريخية والمعجمية، ~~لا استكثار اواسهابا، ولكن لأرد معجم أبى العلاء إلى ذلك المحفوظ الأدبى الضخم الذى كانت تختز نه ذاكرته ولارد ثقافته التاريخية إلى النبع الصحيح ته الذى استقيت منه . فقد يكون أبو العسلاء قرأ كثيرا فى التاريخ ولسكنه 3 فى هذه الرسالة بوجه خاض يصوغ فصولا من كتاب المعارف لا بن قتيية
ثرا مسجوعا، وقد يكون أبو العلاء محيطا باللغة لا يغيب عنه شىء منها ولسكنه فى هذه الرسالة خاصة يستمد من معجم هذيل وبعض شعراء الجاهلية أكثر مفرداته . وتسيطر عليه نزعة كلاسيكية متأنية ترى فى الجاهلية
(1) رسائل أبى العلاء رقم 822،735328 أدب
صفحہ 9
============================================================
ورجالها وأحداثها وأساطيرها وصور حيواناتها ونباتاتها وصياديها مقياسا للبفاهم اللغوية والتصويرية . فإذا قلت إن أبا العلاء كان فى عصره المتحضر 0 ال ي عيش على بداوة الجاهليين وتاريخهم ومناظر دنياهم وترسيخها فى تفوس تلامذته لم تكن مجانبا للصواب، حتى إن محفوظه ليفوت عليه نعمة الاستقلال س.
بتعابير آصيلة مبتكرة ، والنظرة الدقيقة تستطيع ان نكشف لناكيف يكرر
أبو العلاء نفسه فى صور متغايرة الظاهر، وكيف تتردد فى المعجم العلائى أمثال وحكم ومفردات لانها محببة إلى صاحبها، وفى هذا ما يساعد على تصور نفسيته، وكشف شىء من رواسبها ، ولاشك أن ظاهرة التكنية بالام كأم دفر، ال وأم اللهيم وأم شملة و.. الخ - تتصل بحالة نفسية خاصة عنده. وستمر بك تعليقات أسطورية المنزع لا تثبث للتمحيص أبقيتها على حالها لانى لا أعالج 27 6 تاريخا وإنما أجرى مع أبى العلاء موضحا ما يسميه من أشخاص وأحداث .
تاريخ الرسالة وشكلها العام :
في النسخة الجديدة عبارة من تلك العبارات التى لا توجد فى غيرها من التسخ جاء فيها : "وقدلزمت منزلى مند سنة أربعمائة حتى فنى ثمانون حولا، فى كلها كابدت من البشر زولا، فإذا صح وقوع هذه العبارة فى هذه الرسالة
استنتجنا منها أن أبا العلاء الذى ولد سنة 363 ه قد كتب رسالته هذه سنة 442 آى قبل وفاته بسنوات معدودات وهذه الحقيقة تساعدنا فى حل ه المشكلة الاولى القاتمة حول حقيقة المعزءى لو عرفنا متى توفى خاله آبو بكر.
هذا بالإضافة إلى ما نستفيده من حكم على رسالة كتبها فى أو اخر عمره.
0 أما من حيت الشكل فيمكن أن تقسم الرسالة أربعة أقسام : 1 - مقدمة : أثنى فيها على صاحبه الذى أنشأ الرسالة له فوصفه بالثبات و الركانة ودعا الله أن يثبته على ماسر أو حزن بماقضاه . ثم تحدث حديثا يوهم أنه يرمز إلى فقدان الخال لقوله "فالعياذ بالله أن نقول كما قال المحاربى فى خاله
صفحہ 10
============================================================
لما علق الموت بحباله " وأوهمنا أيضا أن الميت قد يكون أخا للبعزى
حين قال *والرجل دائب فى الأمل يراخيه، قد أعيركل شىء حتى أخيه" وكل هذا ظن لا يثبت شييا . حتي إذا جثنا إلى قوله إن غدر ريب الايام
بشيخنا الفاضل آبى بكر .. الخ، آخذ الظن يقوى بآنه يعزى في رجل يكنى ل بأبى بكر لا بأب الازهر . ولكن اأبو بكر هو المعزى أم المعزءى فيه وهل
هناك ما يمنع آن تكون لابن آبى الرجال أو لابنه كنيتان؟
2 - الانسان والموت: تم اراد ان يغرس الصبر في قلب صاحبه فابتدأ بالانسان يتحدث عن ضعفه أمام الموت كأنه يقول له إن الخلق قد جروا على هذه السنة ولم ينج منها الانبيساء والملوك والكرام والفرسان ، وقد أطال كثيرا فى ذكر الملوك لانه عرج على ملوك الين من سبأيين وحمبريين وأحباش. وتحدث عن ملوك غسان والحيرة وفارس.
ال و فيى هذا القسم التاريخى كان أبو العلاء يتصرف بالمادة التاريخية ويحيلها إلى أدب ، وهو يتفق مع المؤرخين لا فى نسق الحادثة فحسب بل فى كثير من الفاظها . يقول ابن قتيبة مثلا مؤرخا عهد أفريقس : ثم ملك بعده (أى آبرهة) ابنه افريقس فغزا نحو المغرب فى أرض بربر حتى انتهى إلى طنجة ونقل البربر من أرض فلسطين ومصر والساحل إلى مساكنهم اليوم وكانت البربر بقية من قئل يوشع بن نون وآفريقيس هو الذى بنى آفريقية ال و به سميت (1) . فيتناول أبوالعلاء هذا النص ويضعه فى أسلو به فيقول: ثم قام بعد أبرهة ولده أفريقس غزا المغرب فأبر، ونقل من الشام البرير، فأسكنهم بحيث هم وكانوا بقية من قتل يوشع بن نون ، بالرملة وبلادها يسكنون، وبتى (2) أفريقية و به سميت، و نفذت سهامه إذر ميت (2) . وكذلك فعل في تراجم ملوك اليمن وغسان والحيرة وملوك الفرس . ولما لم تكن الكتب التاريحية قادرة على (1) المعارف س 0272 (2) الرسالة ص15
صفحہ 11
============================================================
أن تمده بنواحى العظمة والتسلط عند كل ملك من الملوك المذكورين فإنه اكتفى باتباعها فى تصوير المعروف من أحوالهم دون نظر إلى عظمة أو قدرة.
فإذا وجد ناحية من العظمة نص عليها واستفاد منها فى اظهار قوة الموت ، وإذا لم يحد شييا مر بذكر الملك مرورا سريعا حتى كادت بعض أجزاء الرسالة عنده تصبح سردا لاسماء جماعة ماتوا. وقد أطال بعض الشىء فى ذكر ملوك اليمن ولم يغفل الحديث عمن ملك اليمن من اللاحباش لان ابن قتيبة عقد لهم فصلا مستقلا فى كتابه. ووقف وقفات غير قصيرة عند ملوك غسان والحيرة مستمدا من ابن قتيبة ايضا تسق الحكايات وبعض عباراتها حتى إذا بلغ فى حديثه الى ملوك الفرس اكتفى بسرد أسمائهم مع أن ابن قتيبة أطال بعض الشىء فى التعريف ببعضهم ، ولكن يظهر أن المعرى كان قد استكثر ما أملاه فى الملوك خاصة فانتقل الى ذكر الكرام ولم يستلفت اهتمامه الا اثنان منهم هما حاتم وكعب بن مامة . ثم انتقل الى فرسان العرب وشجعانها فذكر جماعة منهم وحاول أن يقصر حديثه على فرسان الجاهلية كما قصر حديثه من قبل على كرام الجاهلية وملو كها ولم يتعرض بشىء من القول لفرسان العهود الإسلامية وكرمائها وخلفائها وساداتها . ومن ثم نتبين الى أى حد سيطرت النزعة الكلاسيكية على أبى العلاء فاستمد من الجاهلية وحدها الشخصيات والاحداث والاقاصيص. اما حديثه عن ملوك الفرس ال دون غيرهم من الأعاجم فربما صور لناشينا من ثقافة أبى العلاء ، وهى ثقافة متأثرة بنوع المصادر التى قرأها مشمولة بمسحة شرقية غالبة . وقد كان ال فى التاريخ اليو نانى والرومانى وفى قصة الاسكندر على وجه الخصوص مجال واسع لخيال المعرى وسجعه وهويتحدث عن جبروت الموت، ولسكنه آثر ان يغفل هذا الجانب لان تلك الاسماء والاحداث الغربية لم تكن تجرى فيى يسر على لسانه كما تجرى الاسماء المشرقية .
صفحہ 12
============================================================
ال و قد ذكر أبو العلاء بأنه جرى فيما ذكره لا على الاستقصاء ولكن على سنة الاختيار والانتصاء، وهو صادق فى هذا فان تعداد الاموات شيء يعجز عنه الحى وإذا كان حصر الاختيار فى الجاهلية وما عاصرها من ملكية فارسية أمرا مقصودا ، فان سرد الملوك متتا بعين سواء أوجد فى موتهم ما يستحق أن يستوقف النظر أم لم يوجد أمر لم يكن المعرى يقصده . ولذلك غلب التلخيص على هذا القسم من الرسالة حتى خيل لنا المعرى أن بين يديه كتابا فى تاريخ اليمنيين والمناذرة والغساسنة والفرس وأنه أخذ نفسه بتلخيصه ال و تحوير عباراته. غير أن بين المعرى والسرد التاريخى فرقآهاما لا من حيث الاسلوب فحسب بل من حيث الفكرة العامة، فالمعرى يتحدث عن مصاير الناس لا عن أحداثهم ، فهمه متجه إلى بيان القوة العجيبة التى لم تدع نبيا أو ملكا
أو كريما أو فارسا إلا وتغلبت عليه.
ال ومن أجل هذه الغاية لم تفارق المعزى مرارة السخط الداخلى على القدر الذى كتب للانسانية هذا المصير التعس فتحدث عن كره الأنبياء أنفسهم اا لموت وختم فقرات من رسالته بمثل قوله : "فسبحان الله القدير كل الناس بائد، فأين العائد؟، وقوله : "فتعالى الله قادرا ، ما ترك وافيا ولا غادرا، الاجرعه كؤوس المنية ، وإن عمر فى بلوغ الأمنية، وقارن بين غلبة الموت على الحياة وغلبة الشر على الخير، وقرر أن الظلم طبيعة ركبها الله فى التفوس، ال و لذلك عرض علينا من مناظر افتيات القوى على الضعيف، والملك (وأى ملك لايجحور1) على الصعلوك ، والفارس على قرنه مايقنعنا بأن صورة الموت ال فى تفسه كانت تتمثل فى أغلب أحيانها ثمرة لخصام بنى الإنسان فيما بينهم .
صحيح إنه تحدث عن موت الآنبياء والملوك والاشراف ليقرر أن هؤلاء ن جيعا فى قداستهم ورفعتهم وشرفهم لا يعجزون الموت، ولكنه عرض لنا مناظر الخصومة المنتهية بالفتك والقتل حيث وجد التاريخ يسعفه فى ذلك :
صفحہ 13
============================================================
ولم يكترث المعرى لفكرة فناء الإنسان وهو على خير أحواله صحة ونشاطا وشبابا وتمتعا بالحياة، ولعله لو كان يرثى فتى شابا لتنبه هذه الفكرة غير أنه انصرف إلى تقرير الفناء مجردا فالفكرة على هذا ساذجة لاتتصل بحقيقة الروح الشاعرة التى ترى فى ذبول الزهرة الناضرة معنى اخر غير معنى الفناء العام . وهو فى هذا يختلف عن الشاعر الهذلى أبى ذؤيب (1) الذى لم يقدم للموت إنسانا عاديا بل تصور ذلك الإنسان فارسا قد اتخذ حلق الحديد شعارا، ولبس مغقرا وقد حميت عليه الدرع حتى بدا وجهه من حرها ل يوم الكريهة أسفع، وجعل لهذا الفارس المدجج بسلاحه الحامل لرمحه ال و سيفه فرسا سريعة العدو ممتلثة، ثم تركة يتعرض لبطل آخر، وترك للبطلين فرصة الكفاح وأغيرا وفى روعة هذه الثقة النفسية التى تغمر كل واحد منهما وقع الاثنان ضحية للبوت.
فابو ذؤيب تعمد أن يمنح الإنسان قوة ليجعل من قوة الموت شيئا مخيفا موتسأ، آماموت الملك أو الفارس أو الكريم فى شيخوخته وضعفه ف أمر لا يحتاج إلى تقرير حقيقة الفناء بمثل ما فعل أبو العلاء .
2 - الحيوان والموت: والكلام عن طريقة اب ذؤيب يقربنا من القسم الذى تحدث فيه المعرى عن موت الحيوان حديثا لا يخرج فى الشكل العام عن حديث أبى ذؤيب فى عينيته (1) . والحقيقة أن الشكل العام فى هذا القسم من الرسالة ليس اقتفاء لاثار ابى ذؤيب فخسب، بل هو صورة منثورة لمواضع متفرقة فى الديوان الهذلى عامة . فللشعراء الهذليين قصائد كثيرة
في الرثاء على مثال عينية آبى ذؤيب يتحدثون فيها عن اقتدار الموت على (1) ديوان الهذليين 15/1 وما بعدها .
(2) انظر اشاره الدكتور طه حسين باشا إلى هذا الأمر فى كتابه تجديد ذكرى أبى العلاء م 235 الطبعة الثالثة
صفحہ 14
============================================================
حيوان الصحراء من ثور وحشى وحمار وحشى ووعل وغير ذلك (1) ويختارون هذه الحيوانات خاصة تقديرا منهم لقوتها ونشاطها ولنايها عن مسارح الصراع الإنسانى حيث الموت سافر شاهر لايحتاج إلى تسلل أو غيلة. ومع تلك القوة وذلك التأبد فان تلك الحيوانات لا تستطيع أن تنجو من أنشوطة الموت الخاطفة . وهذا هو الفرق بين الشعراء الهذليين وأبى العلاء فانه لم يقف عند هذه الفكرة من الشعر الهذلى بل ذهب يعد أصنافا ضعيفة من الحيوان ، منها الظبى والثمل والنحل والحمامة والغراب والضفدع بما لا يستطيع ان يدفع الشرعن نفسه ، وليس يبرد إيراد أبى العلاء لهذه الامثلة إلاقصده
ان يوضح قوة الصراع المنتهى بالموت بين هذه الحيوانات الضعيفة والاخرى الضارية، وهى فكرة عرض لها الشاعر الهذلى أيضا حين صور موت الأرنب لا اهتماما بالأرنب نفسها ولكن إظهار ا لقوة الصقر الفتاك .
فاذا أغفلنا هذا الاختلاف الجوهرى وجدنا آبا العلاء قد استمد من الهذليين ذلك الشكل العام الذى بتى منه رسالته، فتحدث عن موت الحيوان ال فيى حالات ذكرها الشعراء الهذليون . حتى إن موت الثور الوحشى والحمار الوحشى لم يتغير فى الرسالة عماهو فى عينية أبى ذؤيب أو لامية أبى خراش .
و إذا كان أبو ذؤيب قد جعل الجدائد (الاتن) التى تسير فى موكب الحمار و هو يقصد مورد الماء أربعا فى العدد، فليس مما يغير الصورة كثيرا أن يزيد أبو العلاء فى العدد أو ينقصه . والحمار الوحشى يموت عند أبى ذؤيب بسهم الصائد كما آن الثور يموت بمساعدة الكلاب، وقد حافظ آبو العلاء على الصورتين بأمانة كأنه كان ينثر أبيات الشاعر الهذلى ، وأبو ذؤيب أيضا جعل الكلاب تمجز عن قتل الثور وصور بعضها ضحية له بقرنيه المحددين (1) انظر وصف الحمار فى ديوان الهذليين 4/1، 64/2، 111/2، والثور10/1، 19/1، والوعل 193/1، 52/2
صفحہ 15
============================================================
ال وترك صاحبها شديد اليقظة والتحفظ على مسرح الحوادث وأعطى للثور آخر فرصة يظهر فيها حر صه على الحياة، وجرى المعرى نفسه على هذا المنوال فى تصويره، فلم يفارق منهج أبى ذؤيب فى كثير أو قليل . ثم تناول شخصية الصائد - وهو رجل رذل الهيثة خلق الثياب محروم من النعم يتكسب بالاصيد ليقوت عياله - فترجمها ترجمة صادقة عن شعراء هذيل آو عن شعراه الجاهلية بوجه عام.
ال و من الديوان الهذلى استمد أبو العلاء أيضا صورتين بارعتين، أو لاهما: موت العقاب التى ترسل نفسهاوراء ظبى شاهدته من علو شاهق وفى انقضاضها عليه مرت بريد بارز فاصطدمت به فوقعت مهيضة الجناح تعجز عن النهوض
ال و قد تركت فى العش فرخين يشكوان الوحدة والجوع وينضاعان كليا سمعا في الفجر صوت الريح أو صوت ناعب(1) .
و الثانية جارسة النحل وكيف يصعد إلى خليتها النائية مشتار العسل ومعه مسائب وأخراص، وكيف يتدلى عليها بين خيطة وسب فعل فقير محب للشهد، وكيف يدخن عليها حتى يطر دها ثم يستولى على ماجمعته، وهى الطريقة التى عرف بها الهذليون آنفسهم(2) . وهذه المشاركة فى الموضوعات إلى جانب 4 الكلاسيكية المحافظة التى جعلت من الالفاظ الهذلية مادة الفصاحة عند لغويي العرب - هذه المشاركة أدت بأبى العلاء إلى التزود من المعجم الهذلى بأ لفاظ كثيرة فى الرسالة، وقد حاولت أن أشير إلى بعض تلك الالفاظ والتعبيرات أثناء التعليق . ولكنهاكثيرة ، والمقارنة العابرة كفيلة باظهار هذه الحقيقة .
ال و فى هذا القسم أبرز أبو العلاء معنى الصراع والتظالم بين الاحياء تأييدا لرأيه فى شريعة الظلم التى يدين بها الاحياء كما يقول فى اللزوميات : (1) الديوان الهذل 55/2، 133/2 (2) انظر وصف النحل عند مساعدة18 182
صفحہ 16
============================================================
وكل حى فوقها ظالم وما بها اظلم من ناسها فالحيوان ضحية للإنسان ، والحيوانات فيما بينها تتنازع وتتقاتل، يعمل الجوع فى توجيه الصائد الفقير ما يعه له فى توجيه الذئب و صبح الحياة مهددة فى الحالين . وقد درج أبو العلاء فى رسائل له أخرى على التمثل بحالة الحيوان ال في الجزع والوله عند الفراق والفقد، كقوله فى رسالة بعث بها إلى خاله أبى طاهر من بغداد (حوالى 399) "وأسفى لفقده أسف وحشية، رادت بالعشية، فخالفها السرحان إلى طلا راد فحار فهى تطوف حول أميل وترى صبرها ليس بجميل(1) ويمن ذللح أيضا قوله فى كتاب آخر كتبه إلى خاله أبي القاسي * وأسفى على فائت قربه كأسف وحشية ترب طلا، فى صفاصف وفلا، اتخذت بيتا كالخدر، فى ظل الفاردة من السدر، ثم هلكت فى الهجير، فدرج الطفل وهو لآبى جعدة اصيب وكفل، فلباقضت الرقاد، نظرت فإذا بقية اجلاد، فهى بين وله وعله ،(2) . فالمعرى فى مثل هذا النص يريد أن يقول إن أسفه لفراق خاله يشبه أسف ظبيه فقدت واحدها غير أنه لا يقنع بهذا الايحاز بل يتطرق إلى بناء قصة قصيرة يصور فيها كيف فتدت الظبية طلاها ومى فقدته، وهذه الطريقة هى التى سار عليها أبو العلاء فى رسالته هذه -وهى طريقة الشعراء الهذليين خاصة والجاهليين عامة فى وضع الحقيقة المفردة على شكل قصة مرتبة الحوادث لتكون الإثارة بها أبلغ والتأثير من خلالها أتم وأعمق . فالشاعر مثلا يريد أن يقول إن حدثان الدهر لا يبقى على ال الخمار الوحشى القوى الارن ، وكانت تكفيه هذه الإشارة فى نقل الحقيقة (1) تعريف القدماء ص 93 (2) تعريف القدماء ص 80 وانظر مثلا آخر كا لسابق فى بجوعة رسائل أبى العلاء ورقة 161 من نسخة بالمكتبة التيمورية رقم 27 أدب .
صفحہ 17
============================================================
قلا ذهنيا، غير أنه يريد لحقيقته أن تجىء على شكل صورة، فيرسم ماحول ذلك من جو طبيعى، ويتابع حمار الوحشى وهو يضرب فى الارض مختالا نشيطا، ويرسم فى الصورة اللانن وهى تحف به والشوق يغالبها إلى الماء، ويترك فى زاوية من زوايا اللوحة شخصا حقيرا خلق الثياب زرى الهيثة فى حالة ترقب وتلفت واستعداد. ثم يترك للحمر آن تهنا بشىء من المساء وفيماهى تكرع منه وقد ذهلت عما حولها انطلق السهم الغادر فأردى العلج قتيلا.
ت وقد تجد هذه الصورة عند غير شاعر واحد من شعراء الجاهلية، من ذلك قول الشماخ يصف القوس بعد أن تخيرها القواس من أحد مزوع الضال : فأمسكها عامين يطلب درأها وينظر منثها ما الذى هو غامن فوافى بها آهل المواسم فانبرى لها بيع يغلى بها السوم رائز 0 فقال له هل تشتريها فانها تباع إذا بيع التلاد الحرائز فقال له بايع أخاك ولا يكن لك اليوم عن بيع من الرجح لاهز ال و بمضى الشماخ متحدثا عن المساومة فى البيع وكيف دفع المساومون القواس فى قوسه تسعين درهما وبرودا وجلدا مدبوغا حتى أغروه ببيعها، فلما ذهبت من يده ندم على آنه تخلى عنها واستعبر باكيا.
ال وجاء أبو العلاء فتناول هذه الصورة نفسها فقال : "ثم وضع عليها
المبراة حتى إذا أعجبت البراة، حضر بعض مواسم العرب وغرضه أن يعرف قيمتها، لا آن يبيعها من ياكل وقيمتها، اعطى بها آديم وبرود، وهو بها فى الناس يرود، غير أن النهاية عند أبى العلاء تختلف عنها عند الشماخ ، فالقواس الذى صوره ابو العلاء لم يبع قوسه بل استبقاها لنفسه كى تعينه اقن على الصيد، والفرق بين الصورتين ملاتم للجو الموضوعى والنفسى في الحالتين.
وهكذا يتضح لنا الاتباع عند أبى العلاء فى تصوير الحمار الوحشى والثور والعقاب والوعل واشتيار النحل وصنع القوس وفى استعارة المعارف
صفحہ 18
============================================================
الجاهلية التى تدور حولى الظليم والغراب وما كان لديهم من أساطير عن النمر ال و الثملة وغيرهما ؛ وملأ أبو العلاء هذا القسم من رسالته بذكر أسماه النجوم ال و النباتات الصحراوية كأنما كان يريد أن يظهر بمظهر البدوى الذى لايغيب عنه شيء من حقائق الحياة الطبيعية المتحركة على مسرح الصحراء.
ال و قد بنى أبو العلاء حديثه عن الحيوان على قاعدة من التعاطف والمشاركة فى الشعور . فأكثر الحيوانات التى صورها تموت على يد الإنسان نفسه لان الإنسان فى رأيه ظالم قاسى القلب : الاسد ربما قتله جماعة من الرماة ومزقته بسهامهم آو ند له آمير فى خيل فطعنه بالرحح [وربما مات من اهرم]، والنمر 1 تصدى له الراعى حفاظا منه على غنمه فأثبت بقلبة النصل وكفى القطيع هجومه ال والذئب قتله غلام نافذ الباع فى الرمى، والثعلب طارده رجل فقير كثير العيال حتى صاده ورجع به إلى أولاده ليدفعوا الجوع عنهم بلحمه 4 ال و على يد الإنسان لقى الموت الارنب والعلج والثور والوعل والجمل والحصان والغراب والجرادة. وقيض لبعض الحيوانات أن تموت فى صراعها مع حيوانات مثلها فبقرة الوحش ثكلت ولدها على يد أحد الذثاب، والظى لقى المنية فى عضة أفعى ، والحمامة انقض عليها أحد الصقور فأيتم ابنها وتركه وحيدا، والنحلة أ كلها طير صغير.
ال و قد صور جهاد الحيوان فى سبيل الحياة تصوير امقرونا بمعنى العدوان ولكته لم يغفل الجانب الشعورى فى علاقة الحيوان بعضه ببعض. فالاسد يقوت أطفاله حين يفاجيه الرماة، والذئب يحافظ على أولادالضبع ويضيف عيالها إلى عياله ويشق فى سبيل القوت وهو راض بشقائه والحمار الوحشى
يموت بين يدى حلائله، وهو يصور لشا حزن بقرة الوحش على ابنها ال وحزن الظبية على زوجها وبكاء الجوزل على الحمامة أمه بما لا يدع مجالا
صفحہ 19
============================================================
للشك فى أن أبا العلاه أسبغ على علاقات الحيوان بعض عطفه على مصاير الاشقياء الذين يتلقون الحياة والموت راضين .
4- الخاتمة:
ال وفى الخاتمة تحدث أبو العلاء عن الرجل الذى كتبت من أجله التعزية .
فقرر آنه توفي بدمشق ووصفه باللامانة والمحافظة على العهد والتعفف فى القول . وأعلينا أن الفقيد بلغ سن الكهول بعد أن رزق أولادا، ودعا الله أن يديم للمعزى ولده أبا المعالى وأولاده، واعتذر عن تأخر الكتاب لان الخبر عن موت المفقود قد حرمه القدرة على التفكير والاملاء خصوصا وآن علاقته به كانت وثيقة ، إذكان المفقود يكتب إليه كتبا مضمنة من العلوم أحسنها ومن الآداب أرصنها مما يعد عجيبا بالنسبة إلى عمره لانه سأل عنه فقيل له إنه نيف على العشرين بسنة أو سنين (1) فأخذ يخشى المنية على هذا الذكاء المتوقد.
واعتذر أيضاعن التأخر فى التعزية بالبعد، وبعدم الصادر من ناحيته إلى ناحية المعزى، وبالخوف من قليل الأمانة ، وطلب إلى صديقه ألايتعب نفسه بالإجابة، فان أبى إلا تفضلا فليكن الجواب على يدرجل اسمه محمد بن بازل .
ال في أن نقول شيئا فى هذه الطريقعة من التعزية وفى اسلوب المعرى .
ترى هل يتحمل الموضوع وهو التعزية هذه الطريقسة فى سرد احداث التاريخ ، وذكر مصارع الإنسان والحيوان؟ لقد أشرت من قبل إلى أن أبا العلاء متبع فى سلوك هذا الباب لا مبتدع. ووضحت كيف جرى الشعراء الجاهليون عامة والهذليون بوجه خاص على هذا النوع من التعزى.
ل والاتباع يقضى بكثير من المبالغة والاغراق والتهويل، حتى تتضح للمتبع (1) انظر كيف وصفه بالسكهولة من قبل ثم عاد فذكر أنه شاب.
صفحہ 20