فهذا الذي ذكرناه من طريق العقل الذي يدعون أنه الحجة القاطعة.
وأما على طريقتنا١: فالله سبحانه قد بين في كتابه ما كلامه؟ وبين رسوله ﷺ، واعترف به الصدر الأول والسلف الصالح ﵏، وآمنوا به. فقال الله سبحانه: ﴿فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ ٢ اللَّهِ﴾ ٣ وقال: ﴿فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ ٤ وقال: ﴿فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ ٥.
وما سمع مستجير قط إلا كلامًا ذا حروف وأصوات، ولا قرأ قارئ البتة إلا ذلك.
فلما (سمى) ٦ سبحانه هذا القرآن العربي (الفصل) ٧ كلامه علم أن كلامه حروف، كيف وقد أكد ذلك بذكر الحروف المقطعة في أوائل السور منه مثل: ﴿الم﴾ ٨، و﴿الر﴾ ٩،