بِقَدَرٍ﴾ ١ نزل حين نازل المشركون فيه٢. وقد قال بعض السادة: قد رويت في إثبات القدر وما يتعلق به أحاديث رويت عن أكثر من مائة صحابي ﵃، وقد ورد عنه ﷺ:"لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر ٣". فإذا علمت ذلك فاعلم أن الله علم الأشياء قبل وجودها إجمالا وتفصيلا، كلية وجزئية، وعلم ما يتعلق به، وقدر في الأزل لكل شيء قدرا، فلا يزيد ولا ينقص، ولا يتقدم ولا يتأخر، وأنه لا يوجد شيء إلا بإرادة الله ومشيئته، والله بكل شيء عليم، وما قدر الله يكون، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وثبت ذلك ببداهة العقل، وتواتر النقل وعلم يقينا، فمن أنكر هذا البديهي والمتواتر فإن لم يصر كافرا فلا أقل (من) ٤ أن يصير فاسقا.
مطلب مشابهتهم اليهود
ومن قبائحهم تشابههم باليهود، ولهم بهم مشابهات
منها: أنهم يضاهون اليهود الذين رموا مريم الطاهرة بالفاحشة بقذف زوجة رسول الله ﷺ عائشة المبرأة بالبهتان، وسلبوا بسبب ذلك الإيمان. ويشابهونهم في قولهم إن دينا بنت يعقوب خرجت وهي عذراء فافترعها مشرك بقولهم إن عمر اغتصب بنت علي ﵁. وبلبس التيجان؛ فإنها من ألبسة اليهود، وبقص اللحى أو حلقها أو إعفاء الشوارب، هذا دين اليهود وإخوانهم
_________
١ سورة القمر آية: ٤٩.
٢ صحيح: ٤/٢٠٤٦.
٣ سنن أبي داود: ٢/٥٢٥، مسند أحمد: ٢/٨٦.
٤ مزيدة على النص.
1 / 43