ك كتابه فى حيلة البرء٭ هذا الكتاب جعله فى اربع عشرة مقالة وغرضه فيه أن يصف كيف يداوى كل واحد من الأمراض بطريق القياس ويقتصر فيه على الأعراض العامية التى ينبغى أن يقصد قصدها فى ذلك فيستخرج منها ما ينبغى أن يداوى به كل مرض من الأمراض ويضرب لذلك مثالات يسيرة من أشياء جزئية وكان وضع ست مقالات لرجل يقال له ايارن بين فى المقالة الأولى والثانية منها الأصول الصحيحة التى عليها يكون مبنى الأمر فى هذا العلم وفسخ الأصول الخطأ التى أصلها اراسسطراطس وأصحابه ثم وصف فى المقالات الأربع الباقية مداواة تفرق الاتصال من كل واحد من الأعضاء ثم إن ايارن توفى فقطع جالينوس استتمام الكتاب الى أن سأله اوجانيانوس أن يتمه فوضع له الثمانى المقالات الباقية فوصف فى الست المقالات الأول منها مداواة أمراض الأعضاء المتشابهة الاجزاء وفى المقالتين الباقيتين مداواة أمراض الأعضاء المركبة ووصف فى المقالة الأولى من الست المقالات الاول مداواة أصناف سوء المزاج كلها إذا كانت فى عضو واحد وأجرى أمرها على التمثيل بها يحدث فى المعدة ثم وصف فى المقالة التى بعدها وهى الثامنة من جملة الكتاب مداواة أصناف الحمى التى تكون فى الروح وهى حمى يوم ثم وصف فى المقالة التى تتلوها وهى التاسعة مداواة الحمى المطبقة ثم وصف فى المقالة العاشرة مداواة الحمى التى تكون فى الأعضاء الأصلية وهى الدق ووصف فيها جميع ما يحتاج الى علمه من استعمال الحمام ثم وصف فى الحادية عشرة وفى الثانية عشرة مداواة الحميات التى تكون من عفونة الأخلاط أما فى الحادية عشرة فما كان منها خلوا من أعراض غريبة وأما فى الثانية عشرة فما كان منها مع أعراض غريبة∴ وقد كان ترجم هذا الكتاب غلى السريانية سرجس فكانت ترجمته الست المقالات الأول وهو بعد ضعيف لم يقو فى الترجمة ثم إنه ترجم الثمانى المقالات الباقية من بعد أن تدرب فكانت ترجمته لها أصلح من ترجمته المقالات الأول وقد كان سلمويه أذأرنى على أن أصلح له هذا الجزء الثانى وطمع أن يكون ذلك أسهل من الترجمة وأجود فقابلنى ببعض المقالة السابعة ومعه السريانى ومعى اليونانى وهو يقرأ على السريانية وكنت كلما مر بى شىء مخالف لليونانى خبرته به فجعل يصلح حتى كبر عليه الأمر وتبين له أن الترجمة من الرأس أرخى وأبلغ وأن الأمر يكون فيها أشد انتظاما فسألنى ترجمة تلك المقالات فترجمتها عن آخرها وكنا بالرقة فى أيم غزوات المأمون ودفعها الى زكريا بن عبد الله المعروف بالطيفورى لما أراد الانحدار الى مدينة السلم لتنسخ له هناك فوقع حريق فى السفينة التى كان فيها زكريا فاحترق الكتاب ولم يبق له نسخة ثم إنى بعد سنين ترجمت الكتاب من أوله لبختيشوع بن جبريل وكانت عندى للثمانى المقالات الأخيرة منه عدة نسخ باليونانية فقابلت بها وصححت منها نسخة وترجمتها بغاية ما أمكننى من الاستقصاء والبلاغة فأما الست المقالات الأول فلم أكن وقعت لها الا على نسخة واحدة وكانت مع ذلك نسخة كثيرة الخطأ فلم يمكنى لذلك تخلض تلك المقالات على غاية ما ينبغى ثم إنى وقعت على نسخة أخرى فقابلت بها وأصلحت ما أمكننى إصلاحه وأخلو الى أنى أقابل به ثالثة إن اتفقت لى نسخة ثالثة فإن نسخ هذا الكتاب باليونانية قليلة وذلك انه لم يكن مما يقرأ فى كتاب الإسكندرية وترجم هذا الكتاب من النسخ السريانية التى ترجمتها حبيش بن الحسن لمحمد بن موسى ثم إنه سألنى بعد ترجمته لها أن أتصفح له المقالات الثمانى الأخيرة وأصلح ما وجدت من الأسقاط فأجبته الى ذلك وأجدت فيه٭
صفحہ 18