يخبر الله نوحا بأنه سيظهر قوس قزح في السحاب، على أن فعل الله هذا ليس إلا تعبيرا عن سقوط أشعة الشمس وانعكاسها الذي يحدث للأشعة نفسها عندما تسقط على قطرات الماء. وقد أطلق المزمور 147، الآية 18
16
الفعل الطبيعي لريح ساخنة تسيل الصقيع والثلج اسم كلمة الله، وفي الآية 15
17
سميت الريح الباردة كلام الله وكلمته. وسميت النار والريح في المزمور 104، الآية 4
18
باسم رسل الله وخدمه. وبالمثل نجد في الكتاب نصوصا أخرى كثيرة من هذا النوع تدل بوضوح تام على أن أمر الله ووصيته وكلامه وكلمته ما هي إلا فعل الطبيعة ذاتها ونظامها. لا شك إذن في أن كل ما يرويه الكتاب قد حدث بالفعل، ومع ذلك، فقد نسبت هذه الحوادث إلى الله، لأن الكتاب - كما بينا من قبل - لا يرمي إلى التعريف بالأشياء عن طريق عللها الطبيعية، بل إن كل ما يرمي إليه هو أن يحكي أشياء يمكنها أن تحتل في الخيال مكانة خاصة، وبأسلوب كفيل بإثارة أكبر قدر من الإعجاب، وبالتالي يبث الخشوع في نفوس العامة. وعلى ذلك فإذا وجدنا أن الكتب المقدسة قد روت بعض الحوادث التي نجهل عللها وكأنها قد وقعت خارج نظام الطبيعة، بل وعلى نحو مناقض له، فلا ينبغي أن نتوقف عندها بل نعتقد أن كل ما حدث بالفعل قد حدث بطريقة طبيعية. ومما يؤيد رأينا هذا أيضا وجود ملابسات عديدة في المعجزات تكشف عن ضرورة العلل الطبيعية، حتى ولو كانت هذه الملابسات حذفت أحيانا، وخاصة عندما يستعمل الراوي أسلوبا شعريا، فقد ذر موسى الرماد في الهواء ليعدي المصريين (انظر: الخروج، 9: 10)،
19
كذلك غزا الجراد مصر بأمر طبيعي من الله، أعني بريح شرقية هبت طيلة يوم كامل وليلة، ثم طرد الجراد بريح غريبة عاتية (انظر: الخروج، 10: 14، 19).
20
نامعلوم صفحہ