الجواب الرابع : لو فرض أن رواياتهم صحيحة وسالمة من جميع المطاعن السابقة الذكر فهي منسوخة بأحاديث النبي عن الضم وأنه تكفير أهل [33] الكتاب كما في رواية الإمام الهادي والإمام القاسم ابن إبراهيم ومحمد بن منصور المرادي والإمام أحمد بن حنبل وبن القيم ومحمد بن الحسين الشيباني ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ينهى عن فعل إلا وقد سبق لهم أن فعلوه ؛ إذ لا يتصور أن ينهاهم عما لم يفعلوه .
ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكره موافقة اليهود ويحب مخالفتهم ويأمر أصحابه بمخالفة أهل الكتاب كما ورد عنه في طال تحويل القبلة وفي صيام يوم عاشوراء ، وغير ذلك فتحمل رواية الضم على فعله قبل علمه صلى الله عليه وآله وسلم بأنه فعل اليهود وفعل المجوس وفعل المشركين لأصنامهم وملوكهم ، فحين علم به وبلغه أنه فعلهم نهى أمته وأصحابه عن ذلك لئلا تعتقد اليهود اقتداء الرسول وأصحابه بأهل الكتاب ...
وقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه (ج1 ص390) من طرق وكيع عن يونس بن ميمون عن الحسن البصري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كأني أنظر أحبار بني إسرائيل واضعي أيمانهم على شمائلهم في الصلاة . انتهى .
وذكر الحديث أيضا في الروضة عن الحسن البصري أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كأني أنظر إلى أحبار بني إسرائيل [34] واضعي أيمانهم على شمائلهم في الصلاة . وهكذا أخرج عن أبي ، وأبي عثمان النهدي ، ومجاهد ، أبي الحوراء 0ج1 ص97) مكتبة التراث شارع الجمهورية القاهرة .
صفحہ 22