ما الذي قاله للويد بالضبط؟ لقد قال إن كينريك استرعى اهتمامه بسبب بعض أبيات شعرية كان يكتبها. والإجابة الطبيعية على هذا ستكون: «أبيات شعر؟» كانت العبارة المؤثرة ونافذة المفعول في هذه الجملة هي أبياتا شعرية. أما فعل الكتابة فهو تابع وإضافي.
وحين يكون رد فعل أحدهم على تلك المعلومة هو: «على ماذا؟» فيتعذر تفسير ذلك أو تبريره.
عدا أن ردود الفعل البشرية تتسم بتعذر التبرير والتفسير.
كان جرانت يدرك بناء على خبرته أن الكلمات غير ذات الصلة وغير المدروسة في أي قول هي الكلمات المهمة. فالاكتشافات المدهشة والمرضية تكمن في الفجوة بين المجزوم به والمتضارب.
لماذا قال لويد: «على ماذا؟»
دخل إلى فراشه وهو يفكر في المعضلة، وراح في النوم وهو لا يزال يفكر فيها.
في الصباح بدأ بحثه بين الخبراء في شبه الجزيرة العربية، وانتهى من بحثه دون أن يندهش مطلقا من أن بحثه لم يسفر عن شيء. فمن يستكشفون شبه الجزيرة العربية كهواية لهم نادرا ما يملكون المال ليدعموا به أي شيء. بل على النقيض، كان هؤلاء في العادة يبحثون عن دعم لأنفسهم. وكانت الفرصة الوحيدة تتمثل في أن يتبين أن أحدهم مهتم إلى الحد الذي يجعله على استعداد ليشارك شخصا آخر فيما يتلقاه من دعم. لكن لم يسمع أي منهم من قبل بشارل مارتن أو بيل كينريك.
كان وقت الغداء قد حل قبل أن ينتهي مما كان يفعله، فوقف قرب النافذة ينتظر مكالمة تاد، ويفكر هل يخرج لتناول الغداء أم يجعل السيدة تينكر تعد له عجة بيض. كان الجو اليوم رماديا، لكن كانت توجد نسمة خفيفة ورائحة تراب ندي أثار فيه إحساسا غريبا بأنه في الريف. علق في نفسه قائلا إنه يوم مناسب لصيد السمك. وتمنى للحظة لو أنه كان الآن يسير على الأرض السبخة نحو النهر بدلا من نضاله مع منظومة الهواتف في لندن. لا يتحتم حتى أن يذهب إلى النهر. كان سيقنع بقضاء فترة بعد الظهيرة على بحيرة لوخان دهو في قارب مثقوب بصحبة بات.
استدار إلى مكتبه، وبدأ يرتب الفوضى التي تخلفت من فتحه بريد هذا الصباح. فشرع يلقي بالمظاريف الفارغة والأوراق الممزقة في سلة المهملات، لكنه توقف في أثناء ذلك.
لقد واتاه الإلهام.
نامعلوم صفحہ