أشاح بجسده عن الأمريكي المتحير ليلقي التحية على زوي. «أنا آسف حقا بشأن الموقد. أخشى أنني أوقدته متأخرا جدا وليس جاهزا. كنا نخوض محادثة شيقة للغاية. هذا هو السيد كولين، وهو يطير بطائرات بضائع لصالح شركة أورينتال كوميرشال.»
صافحته زوي، وسألته عن نوع الطائرة التي يقودها.
ومن نبرة صوته حين أخبرها، استنتج جرانت أن السيد كولين ظن أن زوي إنما تبدي اهتماما متعاليا ليس غير. فالتعالي هو ما يتوقعه من شخص «أرستقراطي».
علقت زوي بتعاطف: «إن التحكم في ذلك النوع من الطائرات صعب جدا، أليس كذلك؟ كان أخي يقود واحدة حين كان في جولة أستراليا. كان دائما ما يلعنها.» ثم بدأت تفتح أكياس الطعام. وتابعت: «لكن بعد أن أصبح يعمل في مكتب في سيدني صار يمتلك طائرة صغيرة. من طراز بيمش 8. إنها طائرة جميلة. كنت أطير بها حين اشتراها، قبل أن يأخذها إلى أستراليا. وكنا نحلم أنا وديفيد - زوجي - بأن نمتلك واحدة أيضا، لكننا لم نستطع قط أن نتحمل كلفتها.»
فبادرها السيد كولين: «لكن طائرة من طراز بيمش 8 لا تكلف سوى أربعمائة جنيه.»
لعقت زوي أصابعها التي كانت بها آثار تسريب من فطيرة التفاح، وقالت: «أجل، أعرف، لكننا لم نتمكن مطلقا من توفير أربعمائة جنيه.»
سعى السيد كولين للعودة إلى أرض صلبة بعد أن شعر وكأنه انجرف نحو البحر.
فقال: «لا ينبغي أن أتناول طعامكما بهذه الطريقة. سيكون لديهم كثير من الطعام لي في الفندق. يتعين علي العودة حقا.»
قالت زوي ببساطة أصيلة اخترقت دفاعات السيد كولين: «أوه، لا تذهب. يوجد من الطعام ما يكفي عدة أشخاص.»
وهكذا مكث السيد كولين، وهو ما أسعد جرانت لأكثر من سبب. كانت زوي غير مدركة أنها تقدم عرضا منقحا للجنس الإنجليزي الأرستقراطي في أعين الولايات المتحدة، فأخذت تأكل كتلميذ مدرسة جائع، وتتحدث إلى الغريب بصوتها الرقيق وكأنها تعرفه طيلة حياتها. وبحلول مرحلة تناول فطيرة التفاح، كان السيد كولين قد تحرر من تحفظه. وبحلول الوقت الذي كانوا يوزعون فيه على بعضهم الشوكولاتة، التي كانت لورا قد وضعتها، كان قد استسلم بلا قيد أو شرط.
نامعلوم صفحہ