أيدٍ، وسلسلة ظهر واحدة ورجلين أثنين وفرج أنثى والذنب مفروق باثنين، وكانت من بديع صنعة الله تعالى، ولا تزال النفوس تعجب من الغريب وفيها ما يكفيها كما قال وفي أنفسكم أفلا تبصرون
في الأرض آيات فلا تك منكرًا ... وعجائبُ الأشياء من آياتهِ
وفي سنة إحدى وعشرين بعد كسر الخليج، غرق لبعض السوقة ولد، فأراد دفنه فمنعه أعوان الوالي حتى يستأذنه، فمضى ليستأذنه فأمر بحبسه، ثم قيل له إنك لا تُطلَق حتى تعطي الوالي خمسة دنانير، فالتزم بها وخرج فباع موجوده وموجود زوجته أم الغريق، فبلغ أربعة دنانير واقترض دينارًا آخر، وأخذ ولده فدفنه وترك المرأة وهرب من القاهرة ليلًا، فبلغ ذلك السلطان فساءه وطلبه الوالي فضرب بحضرته، ولم يعزله. حكى الحافظ ابن حجر: فإن شئت فقل عدم عزله سياسة، وإن شئتَ فقل إيثارًا للمنافع، أو لأنَّه لم يجد عمالًا لا من الملائكة ولا من أهل
العصمة، وإن شئت فقل ما في الإمكان أبدع مما كان، فلا تطلب من شيء غير ما تشاهد منه.
وفي الطبقات نقل الشيخ أحمد زروق عن الشيخ أحمد بن عقبة الحضرمي، أنه قال له أو لرفيقه: أخرجوا من هذه البلاد - يعني مصر - فإنها تذهب نور الإيمان، هكذا قال عن زورق، وقال: يتعين على كلّ من دخل هذه البلاد أن يجدد إيمانه، يعني بما يشاهده من المنكر، وإنه لصحيح لمن نظر بعين الإنصاف.
وفي سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ذُبِحَ جملٌ بغزة فأضاء لحمه كما يضئ الشمع، وشاع ذلك حتى بلغ حد التواتر، ورُمي من لحمه لكلب فلم يأكله!!
وفي سنة أربع وعشرين شَنَقَ بعضُ العوام نفسه قهرًا من زوجته، وكان طلقها وهو يحبها، فاتصلت بغيره وكادته فيه فقتل نفسه. وكان يقال:
إذا رأيت أمورًا ... منها القلوب تفتّت
فتش عليها تجدها ... من النساء تأتّت
وما أصدق ما قال:
إن النساء وإن نُسبن لعفةٍ ... رمم تقلّها النسور الحوّمُ
اليوم عندك سرها وحديثها ... وغدًا لغيرك ساقها والمعصمُ
وفي سنة ست وأربعين وصل الشريف علي بن حسن بن عجلان أمير مكة المشرفة
1 / 55