وفى تفسير قوله تعالى «مثل جنة بربوة» يقول بعض المفسرين إن المقصود بالربوة مصر كما قال بعضهم الآخر المراد بها دمشق ، غير إن جمهرتهم قالت إن المقصود بها مصر».
ويقول فى موضع آخر مناقشا ومفندا أراء بعض المؤرخين :
«قال بعض المؤرخين إن حديقة إرم هى مدينة الإسكندرية ، أما المقريزى صاحب الخطط فيقول : إن حديقة إرم فى أرض بجوار مصر تسمى «سبيل علام» وقد أخفاها الله حتى قيل إن جواهر وجدت فى سبيل علام ، وقد رأيتها تباع بألف قرش ، وبناء على قول بعض المؤرخين إن حديقة إرم بالقرب من دمشق أن أعرابيا أنخ بعيره فرأى الجنة وذلك فى عصر بنى أمية ، وملأ مخلاة بمثار أشجارها وأحجارها وحملها إلى الخليفة فى دمشق وعرضها عليه ، فعلم أن حديقة إرم بالقرب من دمشق ، وقال كثر من أهل العلم أنها مصر لأن بانيها شداد بن عاد ووطنه الأصلى مدينة أسوان وقالوا إن حديقه إرم فى مصر على الأرجح » وعن نقده لآراء غيره يقول فى ذكره لمعركة مرج دابق بين السلطان سليم خان العثمانى والسلطان الغورى» ويقول بعض المؤرخين إن الغورى قتل فى هذه المعركة ، ولكن هذا ليس بصحيح فمن المحقق أنه عاد إلى مصر وحشد جيشا. ويؤخذ عليه هنا أنه لم يأت بالأدلة والبراهين التى تؤكد على صحة ما قاله.
ومن أمثلة نقده وتحليله ما جاء بشأن مدينة القسطاط : يقول : «ويسميها القبط الفسطاط ، ولقد أصبحت مدينة معمورة عظيمة إلى عهد الطوفان ، وهي الآن كذلك مدينة عتيقة ، والأحجار التى فيها كبيرة كأنها أحجار الهرمين ، وطول الحجر عشرون وعرضه خمسة عشر ذراعا ، وفى الأبنية الأثرية حجارة كثيرة كأنها الهرمان ، وكل حجر يبلغ فى الطول والعرض عشرين وخمسة عشر ذراعا ، وقد رآها بعضهم ، فقالوا إنها من بناء الجن ، لأن بنى الإنسان لا يقدرون على حمل هذه الأحجار ، أما من يعارضون فى هذا فليس لديهم من خبر ولا علم ، فما وجد بعد هبوط آدم من الناس من له مثل هذه القوة ، وكان طول كل إنسان مائة ذراع ، أما الآن فلا يتجاوز طول الإنسان ذراعين أو ثلاث أذرع ، ولكن بواسطة آلات الرفع يستطيع أن يرفع جبلا ، ويستطيع نقله من مكان
صفحہ 23