إليها ، بعثت ببندقية زائدة كانت عندي ومسدس ذي سبطانتين لأجل أن يتفحصها ويرى رأيه فيها. غير أنه قد تبين بأنه كان قد تنازل عن تلميحه الأول ، وربما كان السبب في ذلك أنه كان يأمل من قبل أن يجد البعض من هذه الأشياء طريقه إليه على شكل هدية ، حيث إنه لم يوافق على مبادلتها بشيء فأعيدت إلي. وعلى هذا الأساس بعثت ببعض الحاجات الصغيرة التي كنت أعتقد أنها يمكن أن تحظى بالقبول عنده كهدية. فقبلت بتعارف وكلام لطيف. لكن التناقص القليل الذي طرأ على الترحاب الذي قوبلت به هذا اليوم بي إلى الشك في ان آمال سموه لم تتحقق على الوجه المطلوب ، فأعاقني ذلك عن تكرار الزيارة له.
وقد اضطررت اليوم أيضا إلى التعرض لإخفاق آخر من الإخفاقات المكدرة المذلة التي يتعرض لها الرحالون في البلاد القلقلة مثل هذه. فهناك على بعد عشرين إلى خمسة وعشرين ميلا من السليمانية سهل متسع ينتهي به الوادي (1) الطويل الذي يستمد اسمه من اسم البلدة المشهورة فيه ، وهو يحتوي كما يقال على بعض الآثار القديمة التي لم يرتادها إلا القليل من الأوروبيين حتى الآن. ومن الأشياء الأخرى التي تعطي الأهمية لهذا السهل انه يحتوي على موقع مدينة كان يسميها الأقدمون سيازورس Siazurus ، وتعرف أطلالها حتى اليوم عند الأهلين باسم شهرزور. ولا بد أن يتبين لك في الحال من تقارب هذين الاسمين مقدار اللذة التي يشعر بها المختصون عند البحث فيه. ولو لم يدع الواجب صديقي ماكنيل للعودة إلى انكلترة ، فقد كنت آمل ان آتي به إلى مثل هذا المكان البعيد وأنقب معه عن آثار شهرزور القديمة. ولكني حينما أحبط ذلك المشروع وعدته هو ووعدت نفسي أن أذهب إلى هناك بنفسي وأقف على ما يمكن أن أجده أو أعثر عليه. وعند وصولي إلى هنا قدمت طلبا إلى الباشا ليأذن لي بالسفر إلى هذا الموقع ويزودني بدليل يساعدني على زيارة هذا الجزء من بلاده. فلم يصدر منه أي اعتراض بادىء ذي بدء سوى بعض الملاحظات التي أبداها بعدم وجود شيء هناك غير بعض القمم والتلال
صفحہ 38