119

رحلة بنیامین التطیلی

رحلة بنيامين التطيلي

اصناف

جغرافیہ

للاحتظاء بمشاهدته. ويمتطي الخليفة عند خروجه جوادا مطهما، وهو مرتد بردته المقصبة بفضة وذهب، ومتوج الرأس بقلنسوة مرصعة بالأحجار الكريمة التي لا يعدلها ثمن. وفوق القلنسوة قطعة قماش سوداء اللون، فيها ما يشير إلى التواضع، وفيها موعظة للناس بأن هذه الأبهة كلها سيغشاها السواد عند انقضاء الأجل (1).

فيتحرك ركاب الخليفة، يحف به نبلاء المسلمين وسراتهم، وكلهم رافل بالحلل الزاهية فوق صهوات الخيول. وهم أمراء العرب وعظماء الترك والديلم وفارس ومادي والغز والتبت ونواحي سمرقند التي تبعد مسيرة ثلاثة أشهر عن بلاد العرب. فيتوجه الموكب إلى المسجد الجامع للمسلمين في باب البصرة (2). وتزين جميع الطرق والأسواق التي يمر بها أبدع زينة بالأقمشة الحرير ذات الألوان الزاهية. فيستقبله الناس بالهتافات والتهاليل، ويخرون سجدا بين يدي هذا الملك الذي يسمونه الخليفة، وهم ينادون: «السلام على أمير المؤمنين ونور الإسلام!» والخليفة يرد عليهم التحية بلثم أطراف بردته والتلويح بها.

فإذا ما دخل الجامع، يرتقي منبرا من خشب فيشرع في إلقاء خطبته

صفحہ 296