وقرأت عليه الكتاب، فقال للترجمان: لست أقول لكم شيئا حتى ترجعوا وأكتب إلى السلطان بما أنا عازم عليه، ونزع الديباجة «١٧٧» التي كانت عليه ليلبس الخلع التي ذكرنا، فرأيت القرطق «١٧٨» الذي تحتها وقد تقطع وسخا، لأن رسومهم أن لا ينزع الواحد منهم الثوب الذي يلي جسده حتى ينتثر قطعا، وإذا هو قد نتف لحيته كلّها وسباله فبقي كالخادم، ورأيت الترك يذكرون أنه أفرسهم «١٧٩» .
ولقد رأيته يوما وهو يسايرنا على فرسه إذ مرّت وزّة «١٨٠» طائرة فأوتر قوسه، وحرّك دابّته تحتها ثم رماها فإذا هو قد أنزلها.
فلمّا كان في بعض الأيام وجه خلف القوّاد الذين يلونه وهم: طرخان وينال وابن أخيهما وإيلغز، وكان طرخان أنبلهم وأجلّهم وكان أعرج أعمى أشلّ «١٨١» فقال لهم:
إن هؤلاء رسل ملك العرب إلى صهري ألمش بن شلكي «١٨٢» ولم يخيّر «١٨٣» لي أن أطلقهم إلا عن مشورتكم، فقال طرخان: هذا شيء ما رأيناه قطّ ولا سمعنا به ولا اجتاز بنا رسول سلطان مذ كنّا نحن وآباؤنا «١٨٤» وما أظن إلا أنّ السّلطان قد أعمل الحيلة ووجّه هؤلاء إلى الخزر «١٨٥» ليستجيش بهم علينا، والوجه أن يقطع هؤلاء
1 / 69