الأديب»، الذي جمع فيه أخبار الأدباء إلى أيامه، ورتّبهم فيه حسب حروف المعجم، وأشار إلى من اشتغل منهم بالكتابة أو الوراقة أو النّسخ أو الشّعر. ويعتبر الكتاب موسوعة ضخمة للأدباء. ذكر ياقوت في مقدمته كتب التّراجم الكثيرة التي استفاد منها، وتدلّ القائمة الكبيرة التي ذكرها على أنّه علم من أعلام مؤلفي الموسوعات في التاريخ. كما يدلّ على ذلك أيضا تأليفه كتاب «معجم البلدان»، وهو موسوعة جغرافية ضخمة تستغرق عدّة مجلّدات، رتّبت هي الأخرى على حروف المعجم، وتتضمّن معلومات أدبية وتاريخية ولغويّة في غاية التنوّع والثراء.
ياقوت الحموي ليس الوحيد الذي يشير إلى ابن فضلان
من حينها حتى يومنا، جرى اعتبار ياقوت الحموي المصنّف الوحيد الذي ينقل عن ابن فضلان ويشير بصراحة إلى ذلك بتعبيرات من قبيل: «وقرأت رسالة عملها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ انفصل من بغداد إلى أن عاد إليها» أو «قرأت في كتاب أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد رسول المقتدر إلى بلاد الصقالبة» أو بتعبيرات نقدية بصدد ما وجده في الرسالة من الأفكار المنافية للمنطق والعقل.
على أننا اكتشفنا أن ياقوت ليس الوحيد الذي يعترف بنقله واستشهاده بابن فضلان. القزويني كان يفعل في كتابة (آثار البلاد وأخبار العباد)، وبثلاثة مواضع من كتابه:
١- «قال ابن فضلان في رسالته: رأيت جيحون وقد جمد سبعة عشر شبرا. والله أعلم بصحته» .
٢- «حكى أحمد بن فضلان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة لّما أسلم فقال:
عند ذكر باشغرت وقعنا في ...» إلخ.
٣- «حكى أحمد بن فضلان لما أرسله المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة وقد أسلم حمل إليه الخلع. وذكر من الصقالبة عادات عجيبة منها ما قال: دخلنا
1 / 15