98

الريف وفاس مطوفون ، ولكل من مراكش والسوس الأقصى ، وتنبكتو مطوفون وهم جرا.

ودمشق ، وحمص ، وحماه ، وحلب ، وطرابلس ، وبيروت ، وصفد ، ونابلس ، والقدس ، والخليل الخ لكل بلدة ، أو بلدتين ، أو ثلاث منها مطوفون معلومون.

لا يتجاوز مطوف على مطوف ، ولا مزور على مزور ، إلا برضى الحاج نفسه ، فإذا اختار حاج أزمير أن ينزل عند مطوف حاج أماسية ، أو مطوف كوتاهية مثلا فله ذلك. وإذا راجع حاج شيراز مطوف تبريز بدلا من مطوف شيراز ، فلا حرج عليه في ذلك ، وإذا وقع بين المطوفين في مكة ، أو بين المزورين في المدينة خلاف ، فالمرجع هو شيخ المطوفين ، وشيخ المزورين ، والحكومة تراقب كلا منهم.

ولليمانيين أيضا مطوفون ، ولكن فائدة هؤلاء منهم لا تذكر ، وليس للحجازيين ولا للنجديين مطوفون ، لأنهم يعرفون المناسك كلها ، ولا يحتاجون إلى أدلاء. ولا يلزم لهم من يستأجر لهم الجمال ، لأن الجمال كلها لهم ، وقلما يستفيد منهم الحرمان الشريفان إلا بأكلهم وشربهم من السوق.

ومن مزايا المطوفين أنهم يجوبون الأقطار ، ولا يستبعدون منها بعيدا ، وتجدهم حتى في الصين ، وكاشغر ، وسيام ، وسومطرة ، وجزائر الفيلبين ، وكل بلد فيه مسلمون ، يرغبونهم في الحج ، ويسهلونه عليهم ، ويصفون لهم اللذات الروحية ، التي يشعر بها المتطوفون بالبيت الحرام ، والقاصدون إلى عرفات والمشاعر العظام ، والزائرون لروضة الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولا يزالون بهم حثا وترغيبا ، واستحثاثا للنفوس ، واستحلابا للعبرات ، إلى أن يأتوا بنفر منهم إلى الحج.

والمطوفون أينما ذهبوا يكرمهم المسلمون ، ويقومون بضيافتهم تبركا بالبقاع التي صدروا عنها ، والبيت الذي يخدمون فيه ، وهم

صفحہ 132