رحلة في زمان النوبة
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
اصناف
ثم هدانا التفكير إلى الالتجاء إلى مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الذي كنا قد عملنا لهم دراسة خاصة في سيالة قبل بضعة أشهر، ذلك أن لهم عدة لنشات في النوبة لخدمة نشاط باحثيهم في دراساتهم الأنثروبولوجية في نواح عدة من النوبة بتمويل من مؤسسة فورد، وعرفنا أن هذه القوارب تقف ساكنة عند حراس من النوبيين خلال الصيف، وأن أحدهم موجود في نجع قناوي قبالة عمدية دهميت، وعندما اتصلنا بهذا المركز وعرضنا استئجار أو إعارة قارب دهميت، رحبوا بإعارته لنا، شريطة أن نعيده في آخر سبتمبر؛ حيث يبدأ نشاطهم، وأن ندفع نحن تكلفة الوقود والحارس الذي سيكون بصحبتنا، وقد ساعدنا في ذلك أحد الباحثين الشبان في مشروعهم، هو الآن الدكتور أسعد نديم، صاحب مؤسسة المشربية للمنتجات التراثية بالدقي، والتي قامت مؤخرا بترميم بيت السحيمي في قاهرة المعز.
وقد وافق أسعد على مصاحبتنا في الجزء الأول من الرحلة حتى قرشة، وكان نعم الزميل، ووددت لو أكمل معنا لولا ارتباطاته في القاهرة، فالشكر كل الشكر له، وللدكتورة ليلى شكري مديرة مركز البحوث، والدكتور روبرت فرنيا مدير مشروع دراسات النوبة في تلك الفترة، كذلك صاحبتنا الباحثة النمساوية د. آن هوهنفارت لبعض الوقت، والتي كانت منشغلة بدراسات لغوية وفولكلورية في بلدة الدر.
بعد أن خلصنا من مشكلة تحديد الوقت ووسيلة الانتقال بدأت حمى السفر تجتاحنا، ودخلنا في تفاصيل دقيقة، ماذا نأخذ معنا؟ ماذا نحتاج إليه في هذه الرحلة الطويلة؟
الملابس يجب أن تكون خفيفة مريحة وعملية تتحمل السفر، وتساعد على تحمل الحر والرطوبة، فسنمضي ساعات وساعات وسط مياه النهر، بالنسبة لرياض كانت البنطلونات التيل والفانلات القطنية سهلة الغسل والتجفيف، وبالنسبة لكوثر كانت الجونلات الواسعة والبلوزات القطنية، أو الفستان الواسع من أجل حرية الحركة دون اختناق، الأحذية كانت أحذية باتا الكاوتشوكية الخفيفة، وسهلة التنظيف بالغسل في الماء، هذا فضلا عن أغطية خفيفة تجنبا للذعة البرد في الفجر.
ما هي الأطعمة التي نأخذها معنا؟ وما هي أدوات الطهي والمائدة المناسبة للرحلة؟ بطبيعة الحال كان اعتمادنا الأساسي على الأطعمة المعلبة من خضراوات وبعض الفواكه المعلبة والليمون،
1
واعتمدنا على شراء بعض الخضراوات الطازجة، وربما لحوم من النواحي المختلفة التي نرسو فيها، وكذلك تجهزنا بعقاقير وأدوية أساسية.
2
وحول التجهيزات العلمية، كان هناك إعداد آلات التصوير التي لدينا للتصوير الملون في شرائح والتصوير العادي «أسود/أبيض» والعدسات المقربة، وتلك واسعة الزوايا، ومرشحات الضوء وآلة تصوير سينمائي 16ملم، وشراء الأفلام المناسبة للجو القائظ، وآلة التسجيل الصوتي والشرائط والبطاريات اللازمة لها، ولم يكن يعرف في ذلك الوقت التصوير بالفيديو الذي يغني عن كثير من هذه الآلات، وكذلك لم تكن عدسات «الزووم» والكاميرات الأوتوماتيكية متاحة، وباختصار كان التصوير يعتمد على المهارة الشخصية والسرعة مع الدقة في التصويب، وهو ما كان يؤدي إلى بعض الفاقد في الأفلام وفي اللقطات النادرة، خصوصا أثناء الحركة.
خريطة (1): بعض المظاهر الطبوغرافية للنوبة.
نامعلوم صفحہ