رحلہ فی فکر زکی نجیب محمود
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
اصناف
المرحلة الثانية: العقل الخالص
العبقري هو من يعرف متطلبات العصر ويلبيها!
هيجل
تمهيد
قلنا إن بذور المرحلة الثانية التي سنعرض لها الآن كانت كامنة في فترة مبكرة من حياته؛ ومن ثم فهذه المرحلة التي بدأت في أواسط الأربعينيات لم تظهر بغتة، عندما كان يدرس في إنجلترا، فعلى الرغم من أن «التدين الخالص» تحديدا يتوارى ليحل محله «العقل الخالص»، العقل الجاف الذي يحلل الواقع الاجتماعي الذي نعيشه، مستبعدا العواطف والمشاعر أيا كان نوعها، رافضا «التملق » أو المجاملات، مستهديا بنور العقل وحده، حتى بدا قاسيا في نقده وتحليله ... «لكنها قسوة المواطن يحب وطنه، ويثيره أن يراه قد تنكب جادة الطريق ...»
1
أقول على الرغم من أن هذه المرحلة الثانية بدت وكأنها تحمل «عناصر جديدة» تماما، تكاد تناقض مضمون المرحلة الأولى، فإن علينا أن لا ننسى باستمرار أنها خرجت من جوفها، وهو نفسه يصفها بأنها «مرحلة استيقظ فيها الوعي عندي حادا قويا في عدة اتجاهات ... وهي لم تنشأ عن عدم، بل هي اتجاهات أحسست بها قبل ذلك بأعوام، ولكنها كانت على شيء من الفتور والتردد ...»
2
ويمكن أن نقول إن هذه الاتجاهات تنحصر في مجالين أساسيين أعمل فيهما مبضع التشريح العقلي بقدر غير قليل من الحدة والصرامة، وهو مجال «الحياة الاجتماعية»، ومجال «النظرة العلمية»، وسوف نعرض لهما فيما يلي:
المجال الأول: نقد الحياة الاجتماعية
نامعلوم صفحہ