بالإضافة إلى ذلك، في الموسم الذي سبق إقامتي لعرضي الأول، سافرت إلى باريس مع ستيفن مايزل لرؤية مجموعات الملابس الجاهزة. ذهبنا مع مادونا إلى عرض أزياء جان بول جوتييه. وعندما وصلنا إلى مقاعدنا، قالت مادونا: «آنا، لدي مفاجأة من أجلك!» ففتحت أزرار معطفها وكانت ترتدي أحد فساتيني! لقد رأيت في غرفتها بالفندق حاملات ملابس وحقائب تسوق من أكبر وأفضل بيوت الأزياء، ولقد اختارت أن ترتدي فستاني! شعرت بسعادة غامرة. وأعطاني اختيار مادونا لفستان من تصميمي رغم قدرتها على الاختيار من تصميمات أكبر المصممين في العالم قدرا من الثقة بأني ربما أستطيع إقامة عرض أزيائي أيضا في يوم من الأيام.
ما الذي مكن مجموعة آنا سوي من تحقيق مثل هذا الحضور العالمي؟
كان عرض الأزياء الأول هذا أحد الإنجازات العظيمة في حياتي المهنية؛ فقد بدأت فجأة أستحوذ على قدر كبير من الانتباه الإعلامي العالمي. المسألة كانت أنني كنت في المكان المناسب في الوقت المناسب، وكانت كل المتاجر اليابانية الكبرى تأتي إلى نيويورك بحثا عن مصممين أمريكيين من أجل إبرام صفقات توزيع. بدأت الحصول على كثير من العروض. وكانت الشركة التي اخترتها في النهاية هي شركة إيستان، وكانت أروع شراكة على الإطلاق؛ لأن إيستان جعلت مجموعتي شهيرة للغاية في آسيا؛ فقد فتحت متاجر مخصصة لبيع ملابسي في اليابان. أمتلك كذلك 12 ترخيصا، بما في ذلك خط لإنتاج مستحضرات التجميل، كما طلبت شركة ويلا الألمانية التعاون معي لتصنيع عطر (وأتعاون الآن في هذا المجال مع شركة إنتر بارفوم)؛ الأمر الذي جعلني علامة تجارية عالمية.
آنا سوي مع صوفيا كوبولا في كواليس عرض أزياء ربيع/صيف 2012 لآنا سوي في نيويورك. الصورة بإذن من آنا سوي.
أدين بفضل كبير أيضا إلى والدي في نجاحي؛ فقد كان والدي مهندس إنشاءات، ودرست والدتي الرسم، التقيا عندما كانا يدرسان في باريس. ورثت جانبي التجاري من والدي وجانبي الفني من والدتي. وعقب زواجهما، جابا جميع أنحاء أوروبا لمدة ثلاثة أعوام، واستقرا في النهاية في الولايات المتحدة حيث ولدت في ديترويت. وفي أثناء نشأتي، كان لمعرفتي بالثقافة الصينية من والدي والاستماع إليهما وهما يتحدثان عن كل الأماكن المختلفة التي عاشا فيها؛ دور في إعدادي للتفكير على مستوى عالمي. قضى هذا المنظور على أي مخاوف من عدم القدرة على العمل في دولة أجنبية؛ فقد كانت تجاربهما منحة بالنسبة إلي.
من كان له التأثير الأكبر عليك بوصفك مصممة أزياء؟
لطالما كانت الشخصيات المفضلة لدي في تاريخ تصميم الأزياء: بول بواريه وكوكو شانيل وأوسي كلارك وزاندرا رودس. كذلك يلهمني دائما ما فعلته باربرا هولانيكي بمتجرها بيبا.
ما أكبر تحد واجهك عند طرح مجموعتك؟
لطالما كان المال يمثل أكبر المشكلات؛ فالبدء بمبلغ 300 دولار لا يعد خطة عمل جيدة؛ فكان علي طوال الوقت تنفيذ مهام تصميم إضافية بجانب عملي؛ فقط من أجل الحفاظ على شركتي خلال السنوات العشر الأولى. كنت أستثمر كل بنس أحصل عليه في الشركة، وفي بعض الأوقات كنت بعدما أدفع رواتب موظفي لا أجد حتى ثمن تذكرة المترو، وكنت أضطر إلى السير إلى مكتبي في حي الموضة. في هذه السنوات الأولى، كان يعرض علي دوما العمل في وظائف تحريرية بمجلات الموضة، لكن كان يجب علي أن أظل مخلصة لعملي مصممة أزياء؛ فقد كنت أريد تأسيس عملي الخاص، وقاومت كل شيء من شأنه أن يجعلني أحيد عن هذا الطريق. يجب أن يكون لديك تركيز قوي على هدف محدد؛ فهذا أحد أكبر مفاتيح النجاح. صحيح أن ثمة تضحيات وتنازلات يجب عليك تقديمها على طول الطريق، لكن عليك أن تحدد لنفسك الأهم بالنسبة إليك.
ما فلسفة تصميماتك؟
نامعلوم صفحہ