نعم خرجنا يوم الخميس لما فيه من التيمن والبركة ، في كل سكون وحركة ، كما روي عنه صلى الله عليه وسلم ثم بقينا كذلك على التوديع إلى أن غربت الشمس بل إلى صلاة العشاء والناس تقدم إلينا لتذكرنا الانفصال ، والافتراق والانتقال ، فحصل مبيتنا في بني حافظ ، فودعنا كل حبيب وعدو ورافض (4)، هذا وان أولي القربى من أهلنا الأشراف ، حصل منهم اللطف والألطاف ، وقد قاموا بمن نزل بهم بحق الضيافة ، وبات عندهم أضعاف مضاعفة ، كثر الله رزقهم ، ومن كل بلاء حفظهم ، فلما أصبح الصبح وتنفس ، أخذنا في الرحيل أمننا الله من كل بأس ، وظعنا من تلك القرية مودعين كل فاضل وعشير وعشيرة وعترة وانفصلنا عن الأفاضل وغيرهم قاصدين بني يعلى فبلغنا محل المدرس الفاضل ، والعلامة الكامل ، المحب على الدوام ، المحقق الهمام ، ذي الفضل والنجاح سيدي الحسن بن مصباح رحب الفناء ، عالي السناء ، شامخ البناء ، كل خير منه قد دنا ، وقد فرح بوصولنا واحضر الطعام ، فأكل منه القانع والمعتر بالتمام ، ووصولنا عند الضحى الأعلى ، فكان محل الرفيع قد امتلأ ، بأفاضل الخاصة والعامة من بني يعلى ، ثم سألنا الله جميعا بقلوب خاشعة ، والسن متضرعة ، واجباح خاضعة ، بلوغ المنى ، والوصول إلى مكة ومنى ، وغير ذلك
صفحہ 107