ناحية من النواحي إلا زرناها من الصبح إلى الظهر وقد رجعنا وصلينا الجمعة في الجامع الأزهر.
وبالجملة فالذي زرناه تلك المدة لا يزار إلا في أيام عديدة ومع ذلك وجدنا حلاوة ما وجدناها في غيرها من الزيارات فأني قد جبلت على حبها من صغري وقد كثرت مني غربا وشرقا وجوفا وقبلة بمعنى وجودها مني للأحياء والأموات فمهما ذكر لي ولي أو صالح أو عالم حيا أو ميتا إلا ذهبت إليه واقتبست من نوره لا سيما عمالة الجزائر فأني قد خضتها وبحثت عن أهلها بحثا شديدا تاريخا وسيرة وطريقة وحالا وكرامة لما رأينا من وقوع الإهمال في ذلك في وطننا فرسمنا كل ذلك رسما جيدا فحفظت من كل خلف وصف أسلافه ونقلت (1) من كل فرع أخبار أصله علما مني أنه لا يمجه السمع السليم والطبع المستقيم ريحانة لما (2) يجده المتأخر بعدنا ورحمة لما يحصل (3) له من اقتباس الأنوار في وطننا فما تركت من جهدي شيئا ولا في استطاعتي أمرا إلا حاولته في التفتيش عنهم والاستقصاء بالطلب والفعل في آثارهم لا سيما أهل بجاية فإنها مدينة عظيمة يكاد زيتها يضيء من علم أهلها وقوة أحوالهم وأنوار مواجدهم ومن أراد استقصاء أخبارهم فليطالع عنوان الدراية للغبريني ورياض الصالحين للثعالبي وغيرهما.
وكذا بالغت في الزيارة والاستقصاء لمدينة الجزائر وأرض الجدار أعني تلمسان وكذا مليانة التي تشرفت بالولي الصالح ، والقطب الواضح ، ذي الأحوال الفاخرة ، والكرامات الباهرة ، سيدي أحمد بن يوسف وقد سمعت أنه أخذ عن الشيخ زروق
صفحہ 345