وآخر من يخرج معه طائفة من الشاوشية (1) على أرجلهم عليهم جلود النمر وعلى رءوسهم طراطير طويلة من اللمط لها ذيول معكوفة بين أكتافهم وعلى جباههم صفائح من الفضة مستطيلة مع الطراطير إلى فوق مموهة بالذهب تلمع لمعانا فإذا خرج هؤلاء خرج الباشا بأثرهم راكبا فإذا وصل إلى السجافة قام الكل له واضعين أيديهم على صدورهم حتى يجلس وكذلك يفعل من تقدم للجلوس من الأمراء مع من يأتي بعده فإذا جلس الباشا جيء بالجمل الذي يحمل المحمل وعليه المحمل وهو قبة من خشب رائقة الصنعة بخرط متقن وشبابيك ملونة بأنواع الأصباغ وعليها كسوة من رفيع الديباج المخوص بالذهب ورقبة الجمل ورأسه وسائر أعضائه محلاة بجواهر منظمة أبلغ نظم وعليه رسن محلى بمثل ذلك والجمل في غاية ما يكون من السمن وعظم الجثة وحسن الخلقة مخضوب جلده كله بالحناء يقوده سائسه وعن يمينه وشماله آخر ويتبعه جمل آخر مثل صفته ثم يؤتى بالكسوة المشرفة ملفوفة قطعا قطعا لك قطعة منها على أعواد شبه السلالم معدة لذلك يحملها رجال على رءوسهم والناس يتمسحون بها ويتبركون ويؤتى بكسوة باب الكعبة منشورة على الأعواد وتسمى البرقع كلها مخوصة بالذهب حتى لا يكاد يظهر فيها خيط واحد بصنعة فائقة وكتابة رائقة ثم يمر بكل ذلك بين يدي الباشا والأمراء ويقومون لها إذا مرت بهم تعظيما لها ثم يخلع على الذين صنعوها بمحضر ذلك المجمع ثم يذهب بها كذلك حملتها ويمرون بها في وسط السوق والناس يتمسحون بها حتى يبلغوها إلى المشهد الحسيني فتنشر في صحن المسجد وتخاط هناك.
قال الشيخ العياشي في رحلته فإذا كان اليوم الحادي والعشرون من شوال خرج المحمل من القاهرة وهذا اليوم هو يوم خروج المحمل الكبير الذي هو من أيام الزينة
صفحہ 315