الدمعة يبكي ويبكي أكثر الحاضرين معه إلى أن قربت صلاة العصر فذهب لزاويته قرب الجامع فسمعه من في المسجد له حركة اغتيال ثم رجع إلى صلاة العصر فلما فرغ منها رجع إلى زاويته فمات بعد صلاة العصر من يوم الجمعة فدفن صبيحة يوم السبت وخرج الناس لدفنه وخرج أمير بجاية وقد انكسر كذا كذا نعشا تحته رحمة ورغبة فيه ومن كراماته رحمه الله تعالى انه كان يعبد الله في خلوة بشاطئ البحر فإذا سفينة من النصارى فأخذوه ورفعوه في السفينة فلم تتحرك بهم فأمرهم صاحبها برده إلى مكانه وقال انه من رهبان المسلمين فلم تتحرك أيضا فقال لهم أبقي من حوائجه شيء فوجدوا سجادة فردوها له فلم تتحرك حتى أخرجوا عصاه وأبريقه فتحركت حينئذ (1) ومن كراماته أيضا لما ذهب إلى الحج كما ذكره الغريني (2) لم يحج من عامه ذلك بان بقي بالشام عامه ثم أنه دخل على بعض الأولياء من رجال الغيب فقعد معهم مدة وكان لا يكلمه إلا واحد منهم غير أنهم إذا وصلوا المغرب قام واحد منهم يأتي (3) بمائدة من طعام ثم أنهم لا زالوا كذلك إلى أن وصلت نوبته فأمره مكلمه بان يذهب ليأتي بما يأتون به فذهب فلم يخيبه الله فأتى به أو أحسن (4) فكان معهم كذلك إلى أن وصل وقت الحج فودعهم وخرج معه صاحبه ومشى معه ساعة فأوصاه فقال له بلغ سلامي لفلان السافي في زمزم وأمسكه من إصبعه السبابة أو الإبهام فلما وصل بلغ وصيته ومسكه من ذلك الإصبع فقال السافي أن فرغت من مناسكك فارجع إلى فلما قضى مناسكه رجع إليه فقال الآن صلينا على صاحبك الذي ودعك وأوصاك إلينا ثم مسكه فأصبحه في وطنه أي بوادي شوشوان كأنه متيقظ من النوم فوجد راعيهم عند رأسه فذهب معه إلى البيت اه وهو حسناوي
صفحہ 39