ودفن فيه فصار رحمة لأهل تلمسان ومن زاره نفعنا الله به آمين.
وكان أصحابه كثيرين منهم الشيخ أبو محمد صالح الدكالي (1) فانه ذات يوم أتى الشيخ أبا مدين فقال له أردت الفقر إلى الله أما أنت أو أحد يبلغني فقال له لما أر لك مثل الشيخ عبد القادر في بغداد فذهب إليه فلما وصل قال له أردت الفقر إلى الله فادخله الخلوة فمكث فيها أربعة وعشرين يوما فدخل عليه الشيخ عبد القادر فقال ما أردت فقال أردت الفقر إلى الله فقال عليك بكذا وكذا فقال له هذا كله أعرفه من الكتاب والسنة فقال ما تريد فقال أريد أن تدخل يد قلبك لقلبي قال فنظر في نظرة فامتحن قلبي من حينه ثم قال انظر الكعبة فنظرت الطائفين بها ثم قال لي انظر المغرب فنظرت شيخي في المغرب ثم قال له ما أردت مكة أو المغرب قال فقلت شيخي في المغرب فقال لي في خطوة أو كما جئت قلت كما جئت فأغناني بتلك النظرة دنيا وأخرى أنفق فيهما اه.
ثم إن أبا محمد قيل أنه قدم بلادنا واستقر عند أمير وادي أقبو وهو وادي بجاية فرغب فيه السلطان فزوجه بنته فولد معها ولدا فمكث غير بعيد قال دعني أرفع ولدي فانه ستظهر شمس في القرن التاسع في بني عيدل تغيب النجوم كلها معها فمنعه السلطان منه وذهب وتركه نعم قيل أولاده هم أولاد سيدي محمد صالح الآن عندنا والله اعلم وقد قيل انه هو الذي طلع بدابته عمود السواري بالإسكندرية حين قال لهم أين يبيت الغريب فقالوا (2) له استهزاء به في عمود السواري فبات فيه وهو لا يمكن عادة المبيت به نفعنا الله به آمين.
وأما الشيخ عبد القادر فكان في القرن الخامس أخذ منه خمسين سنة وأخذ من
صفحہ 36