نكتة وهذه المزارات كلها خفية مندرسة غير جلية وكذلك غيرها مع ما احتوت عليه المدينة من المزارات الكثيرة وذوي المكانة المشهورة تأوي إليه الجهابذة من الزهاد [والأئمة الأفراد] (1) لقصد الرباط وحراسة الإسلام لكونها ثغرا من الثغور العظام ولما تداولتها أيدي الكفرة خفيت مراسمها واندثرت معالمها وذكروا أن الاستيلاء الأخير [الذي استولى الكفرة دمرهم الله] (2) عليها كان سنة ست عشرة وتسعمائة يوم ستة عشر من المحرم وافتكت منهم عام ثمانية وخمسين وتسعمائة (958) قال أبو سالم العياشي في رحلته وتاريخه فقط قولك جاء الترك بسن (3) وافتكها منهم درغوت باشا وكان بجربة ومراد باشا في مسلانة وبقي بها درغوت إلى أن توفي بها وقبره الآن بها يزار وعليه بناء عظيم وسبب أخذها من العدو أن مراكب المسلمين جاءت من أصطنبول مددا للعمارة المحاصرة لحلق الوادي بتونس فمرت بساحل طرابلس فكلمهم أهل السواحل في أعانتهم على النصارى فقالوا أنا لم نؤمر بذلك من السلطان فقال لهم الباشا مراد أعينوني في هذا الأمر فإن كانت عقوبة من السلطان فأنا المؤاخذ بها دونكم فحاصروها برا وبحرا إلى أن أخذوها فذهب معهم مراد باشا إلى السلطان فقال له إن كانت عقوبة فأنا المؤاخذ بها دون هؤلاء الأمراء فرضي عنه وعنهم وأكرمهم.
وأما أخذ النصارى لها فذكروا لذلك قضية غريبة وهي أن أهل هذه المدينة فيما مضى كانوا أهل دنيا عريضة فبينما يقال وليس فيهم غناء ولا لهم بالحرب خبرة فبينما هم كذلك إذ قدمت عليهم سفن النصارى تجارا بسلع كثيرة فنزلت بالمرسى فخرج
صفحہ 207